اتهم الرئيس الكوبي الإدارة الأمريكية بمحاولة زعزعة استقرار بلاده
هافانا، كوبا (CNN) -- وجهت الحكومة الكوبية السبت انتقادات قوية لواشنطن واشنطن، متهمة إياها بمواصلة "سياستها التخريبية" الرامية إلى "الإطاحة بالثورة" على ضوء لقاء عقده دبلوماسيون أميركيون مع معارضين كوبيين أثناء زيارة رسمية إلى هافانا.
وأعلنت وزارة العلاقات الخارجية الكوبية في بيان أن الوفد الأميركي، بعدما أجرى مناقشات حول الهجرة مع السلطات الكوبية "التقى بعشرات المرتزقة" في مقر رئيس شعبة المصالح الأميركية جوناثان فارار.
وهاجمت اللقاء بالقول إنه "يظهر مجدداً أولوياتهم في دعم أعداء الثورة والدفع بالتخريب للإطاحة بالثورة الكوبية عوضاً عن خلق أجواء مواتية لحل حقيقي للمشاكل الثنائية."
وتابع البيان: "إن السلطات الكوبية حذرت مسبقا مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلف بشؤون أميركا اللاتينية، كريغ كيلي، من اغتنام زيارته القصيرة للقيام باستفزاز."
وأضاف: "بهذا التصرف العدائي تجاه السلطات والشعب الكوبيين تؤكد الحكومة الأميركية أنها مستمرة في سياستها التخريبية ضد كوبا."
وأعلن رئيس البرلمان الكوبي والعضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي، ريكاردو الاركون، للصحافة أن كوبا رغم هذا الحادث "ستواصل المناقشات حول تلك القضية (الهجرة) ومواضيع أخرى على أساس الاحترام."
ومن جانبها، ردت الخارجية الأمريكية، بالقول إنه "إجراء عادي" أن يلتقي دبلوماسيون أميركيون "ليس بأعضاء الحكومة فحسب بل بممثلي المجتمع المدني أيضاً."
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي. جي. كرولي، لـCNN "الالتقاء بممثلي المجتمع المدني الذين يريدون إسماع صوتهم حول مستقبل بلادهم ليس بالتخريب."
وأضاف: "إنها ممارسة لحق الحرية الذي تواصل كوبا حظرها على شعبها."
ولفت كرولي إلى أن الانتقادات الكوبية جاءت إثر دعوة الدبلوماسيين الأمريكيين الجمعة السلطات الكوبية للإفراج فوراً عن الآن غروس، المعتقل منذ 4 ديسمبر/كانون الثاني الماضي.
واعتقال الأمريكي في هافانا بتهمة توزيع أجهزة اتصال على متحدرين من أصول كوبية.
وبدأت المباحثات الثنائية بين الجانبين الصيف الماضي على أمل فتح صفحة جديدة في العلاقات مع كوبا التي تعد من أعداء الحرب الباردة السابقين، بعد تولي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، السلطة.
ويذكر أن المباحثات الثنائية حول الهجرة كانت قد بدأت بين كوبا وأمريكا في منتصف التسعينيات إلا أنها توقفت عام 2003 أثناء ولاية الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش.
ولا تربط كوبا وبالولايات المتحدة علاقات دبلوماسية منذ 1961 بينما تفرض واشنطن على الجزيرة حظرا منذ 48 سنة وتتهمها بانتهاك حقوق الإنسان والحريات.
وفي ديسمبر/كانون الثاني الماضي، اتهم الرئيس الكوبي، راؤول كاسترو، الولايات المتحدة بالتخطيط لزعزعة استقرار بلاده، وذلك بعد اعتقال غروس.
وقال كاسترو، إن من وصفه بـ"العدو" لم يتراجع عن هدفه المتمثل في "تدمير الثورة" مضيفاً: "العدو جاهز للعمل كما كان دائماً، والدليل على ذلك عملية الاعتقال التي نفذناها قبل أيام لمواطن أمريكي كان يسعى لتوزيع أجهزة اتصال متطورة تعمل بالأقمار الصناعية."
واتهم الرئيس الكوبي نظيره الأمريكي بإتباع سياسات سلفه لجهة "الإصرار على تغيير الأنظمة."