الجمعة، صادق الرئيس الروسي على وثيقة العقيدة العسكرية الجديدة
موسكو، روسيا (CNN) -- أكد أمين مجلس الأمن الروسي، نيقولاي باتروشيف، السبت أن روسيا لا تخطط لمهاجمة أي دولة إلا أنه قال إن روسيا لن تنتظر حتى قيام أحد ما بالاعتداء عليها، مشيراً إلى أن السلاح النووي من الوسائل الكفيلة بردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على بلاده.
وتحدث باتروشيف في مقابلة تلفزيونية السبت عن العقيدة العسكرية الجديدة التي صادق عليها الرئيس الروسي الجمعة قائلاً: "إننا سنستمر في انتهاج السياسة المسالمة، إلا أننا سندافع في الوقت نفسه عن مصالحنا ونحافظ على أمننا مستخدمين كافة الوسائل المتوفرة"، حسب وكالة "نوفوستي" الرسمية.
وفي الغضون، أشار نائب رئيس الوزراء الروسي، سيرغي إيفانوف، إلى صعوبة إجراء مباحثات بشأن نزع روسيا للمزيد من أسلحتها النووية في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة الأمريكية على إنشاء نظام دفاعي مضاد للصواريخ.
وقال سيرغي إيفانوف في كلمة له في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية السبت: "لا يمكن أن يجري حديث جدي حول تقليل القدرة النووية في وقت تقوم فيه دولة تملك السلاح النووي بصنع ونشر ما يحمي من صواريخ تحمل العبوات النووية تمتلكها الدول الأخرى."
وإلى ذلك، أشارت تقارير الأسبوع الماضي إلى نجاح وفدي الولايات المتحدة وروسيا، اللذين يعملان على إعداد اتفاقية تحل محل اتفاقية "ستارت1"، في حل كافة القضايا العالقة التي كانت تشكل عقبة في طريق إعداد الاتفاقية الجديدة التي ستستمر الدولتان بموجبها بتقليص مخزونهما من الأسلحة النووية الهجومية.
يشار إلى أن اتفاقية "ستارت1" ألزمت الدولتين بنزع بعض أسلحتهما النووية، وانتهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي 2009.
في الوقت ذاته أكد خبير روسي، إن دافع الجانب الأمريكي للتوصل لاتفاق في هذا الشأن هو امتلاك روسيا لترسانة عسكرية تخشاها أمريكا والغرب.
وقال الخبير الروسي ألكسي فينينكو إن روسيا تمتلك ما يسمى بـ"قاتل الأقمار الصناعية"، وهو سلاح فريد من نوعه ولا تملك أي دولة أخرى مثيله.
كما تملك روسيا صواريخ تستطيع الوصول إلى بعض الأقمار الصناعية - "ر س-36 اورب" و"ر س-18" (أو ss-19 بحسب مصطلحات حلف شمال الأطلسي).
وبالرغم من سحب هذه الصواريخ من الخدمة، إالا أن قيادة القوات الإستراتيجية والفضائية الروسية أعلنت في خريف 2007 أن بإمكان روسيا معاودة إنتاج صواريخ من هذا النوع.
وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قد صادق الجمعة على وثيقة العقيدة العسكرية الجديدة لبلاده إلى حدود عام 2020 التي أقرت أن الكرملين يحتفظ بحق استعمال القوى النووية للرد على أي هجوم نووي أو قوة موازية.
كما صنفت الوثيقة -التي صاغها أعضاء مجلس الأمن الروسي- حلف شمال الأطلسي (الناتو) على أنه أكبر تهديد لأمن البلاد، وعزت ذلك التصنيف إلى ما قالت إنه سعي من الناتو إلى عولمة مهماته، منتهكا بذلك معايير القانون الدولي، واقتراب البنى التحتية العسكرية للحلف من الحدود الروسية، خصوصا بتوسيع عضويته في شرق أوروبا.
وجاء في نص العقيدة العسكرية لروسيا الاتحادية أن توسعة حلف شمال الأطلسي ونشر نظام الدرع الصاروخي الأمريكي يعتبر من التهديدات الأساسية لروسيا.
كما وتشدد الوثيقة، التي نشرت على الموقع الرسمي للكرملين الجمعة، على أن نشر أنظمة الصواريخ الباليستية من شأنه أن يقوض الاستقرار العالمي، وينتهك توازن القوى في المجال النووي.
وأضافت أن روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في استخدام الأسلحة النووية كرد محتمل على استخدام الأسلحة النووية أو أسلحة دمار شامل أخرى ضدها أو ضد الدول الحليفة لها، وكذلك في حال أي عدوان على روسيا الاتحادية بالأسلحة التقليدية، عندما يكون فيه وجود الدولة معرضا للخطر، وفق "نوفوستي".