زيارة براون لأفغانستان جاءت بعد أقل من 24 ساعة على إدلائه بإفادته بشأن حرب العراق
كابول، أفغانستان (CNN)-- وصل رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، إلى أفغانستان السبت، في زيارة مفاجئة لتفقد قوات بلاده العاملة ضمن قوات التحالف الدولية، التي تخوض صراعاً عنيفاً ضد مسلحي حركة "طالبان" منذ ما يقرب من عشر سنوات.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن براون توجه إلى معسكر "كامب باستيون"، حيث توجد القاعدة الرئيسية للقوات البريطانية في إقليم "هلمند"، أحد المعاقل الرئيسية للحركة الأفغانية "المتشددة"، كما أشار إلى أن المعسكر يضم أيضاً مركزاً لتدريب قوات الشرطة الأفغانية.
تأتي زيارة رئيس الحكومة البريطانية إلى أفغانستان بعد أقل من 24 ساعة على إدلائه بإفادته أمام لجنة تحقيق في الحرب على العراق الجمعة، والتي قال فيها إن قرار مشاركة قوات بلاده في غزو الدولة العربية عام 2003، كان صائباً، واتخذ لأسباب منطقية.
وقال براون إنه يكن كل التقدير لأفراد القوات المسلحة "الذين خدموا بتميز كبير في العراق" وفقدوا أرواحهم، وكذلك يقدر عالياً تضحيات المدنيين، وأضاف: "أعتقد أن أي فقدان للأرواح هو مسألة تبعث على الحزن العميق."
وهذا هو أول تعليق لبراون على حرب العراق أمام اللجنة التي شكلت لتبحث في إرسال 45 ألف جندي بريطاني للمشاركة في غزو العراق بقرار من رئيس الوزراء السابق طوني بلير، الأمر الذي كان دوماً محل جدل وأدى إلى احتجاجات مناهضة للحرب في العاصمة لندن.
وكان براون قد سجل أول سابقة بين رؤساء وزراء بريطانيا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما أمضى ليلة مع الجنود البريطانيين في مقر القيادة البريطانية بقاعدة قندهار الجوية، حيث التقى بقيادة وأفراد قوات بلاده المرابطين في أفغانستان، غير أنه لم يبق في أفغانستان أكثر من 24 ساعة.
يُشار إلى أن لبريطانيا نحو 9000 جندي في أفغانستان، ويتمركزون في جنوبي البلاد، وتحديداً في هلمند، حيث ينشط عناصر طالبان، فيما يبدي زعماء القبائل والمناطق فيها تعاطفهم مع الحركة، التي أطاحت بها القوات الدولية، التي تقودها الولايات المتحدة، أواخر العام 2001.