كلينتون أكدت موافقة الصين وروسيا على الصيغة
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن الدول المعنية بالبرنامج النووي الإيراني، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين، قد تمكنت من التوصل إلى اتفاق حول مسوّدة عقوبات جديدة وصفتها بأنها "قاسية" ضد إيران بسبب برنامجها النووي.
وقالت كلينتون، التي كانت تتحدث في جلسة استماع عقدها الكونغرس الأمريكي الثلاثاء، إن الاتفاق جاء ثمرة عمل متواصل للدبلوماسية الأمريكية مع "الشركاء في العالم" والمجموعة السداسية المؤلفة من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا للتوصل إلى هذه الصيغة وتقديمها لمجلس الأمن.
وبحسب كلينتون، فقد جرى وضع "مسوّدة عقوبات قاسية" بالتعاون مع روسيا والصين، وستقوم الدول المعنية بعرضها أمام مجلس الأمن للنظر فيها بوقت لاحق اليوم.
وتحدثت كلينتون عن الاتفاقية التي وقعتها إيران مع تركيا والبرازيل في موضوع تبادل اليورانيوم، لكنها قالت إنها لن توقف الجهود الأمريكية لفرض عقوبات على طهران.
وشرحت موقفها بالقول: "نقر بالجهد الصادق الذي بذلته تركيا والبرازيل لإيجاد حل للأزمة النووية الإيرانية، لكن المجموعة السداسية تواصل العمل لتشديد معاقبة إيران لأن ذلك - من وجهة نظرنا - يبعث برسالة لا يمكن إساءة تفسيرها حول الأمور التي نتوقع من إيران القيام بها.
وكانت إيران قد قالت الاثنين إنها ستواصل تخصيب اليورانيوم بمستوى 20 في المائة، حتى بعد التوصل إلى اتفاق لتبادل الوقود النووي مع الغرب عبر تركيا، وقال رامين مهمن براست، الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إن بلاده "لن تتراجع عن خيار تخصيب اليورانيوم الخاص بها بنفسها."
وقال براست لـCNN: "التخصيب حق قانوني لنا، ولا نعتزم التخلي عنه،" داعياً الولايات المتحدة وسائر القوى الغربية إلى "قبول الصفقة بشكلها الحالي" الذي اعتبره مطابقاً لعرض التبادل الذي قدمته القوى الغربية، معتبراً أن رفض هذه الصفقة سيظهر بأن الغرب "لا يرغب بالتوصل إلى اتفاق مع طهران."
من جانبه، رد البيت الأبيض بالقول إن مواصلة التخصيب يجعل طهران بالتالي في موقع يخالف التزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن بتعليق التخصيب، مشيراً إلى أن أقوال قادة إيران لا تتوافق في معظم الأحيان مع تصرفاتها، ما يدفع نحو استمرار القلق حيال البرنامج النووي الإيراني ككل.
وجا ذلك بعد موافقة إيران على وساطة تركية وبرازيلية لإرسال كميات اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية.
فقد تم التوقيع في طهران الاثنين، على اتفاق لتبادل الوقود النووي في اجتماع قمة ثلاثية بين إيران وتركيا والبرازيل.
ويأتي هذا الاتفاق على إرسال اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا لاحتمال تجنب عقوبات دولية جديدة على إيران، التي توصلت لقرارها بعد اجتماع ضم الرئيسين الإيراني والبرازيلي ورئيس الوزراء التركي.
وكان من المفترض أنه إذا أعلنت مجموعة فيينا استعدادها وتم التوقيع على اتفاقية تبادل الوقود النووي من قبل إيران ومجموعة فيينا، سيتم وضع 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 3.5 في المائة في تركيا تحت إشراف إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى تتم مبادلته مع 120 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة من قبل مجموعة فيينا.
وتقول إيران إنها تحتاج إلى اليوارنيوم المخصب بنسبة 20 في المائة لاستخدامها في مفاعل بحثي لإنتاج النظائر المشعة لمعالجة مرضى السرطان.
وستتم عملية التبادل بعد شهر على تلقي إيران موافقة رسمية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقاً لما أعلنه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية.