شجب أوباما وكاميرون القرار الاسكتلندي لإطلاق المقرحي
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- دعا مشرعون أمريكيون عقب الاجتماع برئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في واشنطن الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق مستقل حول ملابسات إطلاق سراح المواطن الليبي، عبد الباسط المقرحي، المدان الوحيد في قضية تفجير لوكربي التي راح ضحيتها 270 شخصاً، معظمهم من الأمريكيين، عام 1988.
وفي الغضون، جددت أول زيارة لرئيس الحكومة البريطاني، إلى واشنطن منذ توليه السلطة، أواصر العلاقة الخاصة التي تربط بين لندن وواشنطن، وفق البيت الأبيض.
نواب أمريكيون يناقشون المقرحي مع كاميرون.
وقال السيناتور تشارلس شومر، الذي التقى وثلاثة من أعضاء الكونغرس بكاميرون لزهاء الساعة، حول إطلاق الحكومة الاسكتلندية للمقرحي، لدواع وصفت بأنها إنسانية، العام الماضي: "طلبنا لتحقيق مستقل لا يزال مطروحاً على الطاولة.. القضية لم تغلق بعد."
والمقرحي هو المتهم به الوحيد في تفجير طائرة "بان ام" التي كانت في رحلة من فرانكفورت بألمانيا إلى نيويورك، عندما انفجرت فوق بلدة "لوكربي" باسكتلندا قبل أكثر من عقدين.
وقضت محكمة بالسجن المؤبد على المدان الليبي، إلا أن السلطات الاسكتلندية أطلقت سراحه العام الماضي جراء إصابته بسرطان البروستات وتوقعات الأطباء بأن أمامه ثلاثة أشهر فقط، إلا أن تقارير راجت مؤخراً رجحت إمكانية أن يظل على قيد الحياة لعقد أو ربما عقدين من الزمن.
وأثار الإفراج عنه، بعد قضاء ثمانية أعوام ونصف العام من فترة عقوبته، والاستقبال الذي لقيه في طرابلس شعبيا ورسميا، وإشادة الرئيس الليبي معمر القذافي به، غضب الحكومة الأمريكية التي فقدت 189 من رعاياها في التفجير.
وكان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، روبرت غيبس، قد استبق لقاء أوباما بكاميرون، بالتشديد قائلاً: "من منطلق إيماننا القوي، فالقضية سيعاد طرحها باستمرار.. لأنه ما كان يجب إطلاق سراح مفجر لوكربي."
أوباما: إطلاق المقرحي أغضب الأمريكيين
وإلى ذلك، انتقد الرئيس الأمريكي ورئيس الحكومة البريطاني في مؤتمر صحفي مشترك عقب اجتماعهما، الثلاثاء، قرار السلطات الاسكتلندية إطلاق المقرحي.
ووعد كاميرون بتعاون حكومته في أي تحقيق للكونغرس بشأن القرار، إلا أنه شدد بأن الإفراج عن المقرحي قرار اسكتلندي لم تتورط فيه شركة النفط العملاقة "بي بي."
وقال إن إطلاقه قرار "لم يجانبه الصواب" من جانب الحكومة الاسكتلندية.
وكان مشرعون أمريكيون قد طالبوا بتحقيق حول إمكانية تورط شركة النفط في إطلاق المقرحي للحصول على عقود في المقابل.
وبدوره قال الرئيس الأمريكي إن الخطوة أصابت معظم الأمريكيين بالدهشة والخيبة والغضب.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى جانب النواب الأربعة قد دعوا مؤخراً بريطانيا لإعادة النظر بشأن المقرحي، رغم تضاؤل إمكانية إعادة اعتقاله مجدداً.
وفي مطلع الشهر الجاري، رجح خبير السرطان البريطاني، الذي قدر في وقت سابق أن أمام المقرحي ثلاثة أشهر للعيش، لإصابته بسرطان البروستات، وهو القرار الذي استندت عليه الحكومة الاسكتلندية للإفراج عن المتهم الأساسي في قضية تفجير لوكربي لدواع إنسانية، بأن أمام المواطن الليبي، فرصة للبقاء على قيد الحياة لعقد أو ربما عقدين آخرين.