أشارت الأمم المتحدة مؤخراً إلى قفزة في أعداد القتلى المدنيين في أفغانستان
كابول، أفغانستان(CNN)-- شجب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، الاثنين، عملية عسكرية لحلف شمال الأطلسي، قال إنها تسببت في سقوط 52 مدنياً قتيلاً في إقليم هلمند.
ودعا بيان صادر عن مكتب كرزاي حلف الناتو إلى ضرورة وضع أمر تفادي سقوط قتلى مدنيين أثناء عملياتهم، على سلم الأولويات، لافتاً إلى أن العملية التي نفذتها القوة الدولية في قرية "ريغي" بمقاطعة "سانغين" راح ضحيتها العديد من المدنيين.
وفي المقابل، نفي الحلف الأطلسي أي أدلة تشير لسقوط ضحايا سوى من المليشيات المسلحة.
وأشار الناطق باسم "قوات المساعدة الأمنية الدولية" (إيساف)، الأدميرال غريغ سميث، إلى تحقيق مشترك يجريه الناتو إلى جانب الحكومة الأفغانية.
وأوضح قائلاً: "أي تكهنات في هذه المرحلة بسقوط ضحايا مدنيين في بلدة ريغي لا أساس لها من الصحة.. فنحن نقوم بتحقيق مشترك مفصل مع شركائنا الأفغان، وسنرفع تقريرا باستنتاجاتنا."
وذكر بيان "إيساف" أن العملية العسكرية المشتركة التي نفذتها بجانب قوة أفغانية تعرضت لهجوم بأسلحة أوتوماتيكية وقذائف "أر بي جي"، ما دفع قوات التحالف للإستعانة بدعم جوي.
واستخدمت المروحية العسكرية الهجومية صواريخ مزودة بأجهزة دقة التصويب.
وأكدت القوة الدولية أن القصف ضرب الأهداف المعنية بدقة وقتل فيه ستة مسلحين، من بينهم قيادي من حركة طالبان، وقد تم التأكد من ذلك عبر مراقبة أرضية ومصادر استخباراتية.
وسبق أن وجه الرئيس الأفغاني، في وقت سابق، انتقادات لاذعة للقوات الدولية في بلاده، محملاً إياها مسؤولية قتل مدنيين خلال عمليات ضد المليشيات المسلحة.
وأدى ذلك إلى تنامي السخط الشعبي على حكومة كرزاي والقوات الدولية والعمليات التي تشنها لاجتثاث مليشيات حركة طالبان والقاعدة، اللتين صعّدتا من هجماتهما ضد القوات الدولية منذ عام 2007.
وفي مايو/ أيار الماضي، خلص تقرير أمريكي يتعلق بتحقيقات حول أسباب مقتل 23 مدنياً أفغانياً عن طريق الخطأ من قبل سلاح الجو، إلى القول بأن القوات التي تنفذ المهام العسكرية في أفغانستان "بحاجة للمزيد من التدريب،" كما ينقصها تطوير طرق التواصل وتحسين القدرة على اتخاذ القرار.
وكانت الأمم المتحدة قد تحدثت في تقرير دولي عن وجود قفزة في أعداد القتلى المدنيين في الحرب على حركة طالبان في أفغانستان، محملة كافة أطراف النزاع المسؤولية عن ذلك.
وبحسب الأمم المتحدة، تتمثل أكثر التكتيكات المستخدمة في أفغانستان دموية في القنابل التي يزرعها المسلحون على الطرقات والهجمات الانتحارية، بالإضافة للضربات الجوية التي يقوم بها الجيش الأمريكي وقوات التحالف.
وخلص التقرير إلى أن مقاتلي طالبان "يتمركزون عمداً في المناطق المدنية بغرض مراوغة القوات الأجنبية، حيث يصعب التمييز بين العناصر المقاتلة والمدنيين، في سياق سياسة واضحة الهدف منها تحفيز رد عسكري في مناطق يرجح للغاية مقتل مدنيين فيها.
وسلط تقرير المنظمة الأممية الضوء على نمط دموي لهجمات طالبان، حيث تستهدف الحركة المتشددة موظفي الإغاثة والعاملين بالحكومة بالإضافة إلى العاملين في مجال تقديم العون الطبي والتعليمي، تحديداً في مدارس البنات."
وأضاف أنه، ورغم تشكيل لجنة عسكرية لمتابعة ورصد حوادث وفيات المدنيين، إلا أن العمليات الجوية للقوات الغربية "تظل مسؤولة عن نسبة كبيرة من إجمالي القتلى المدنيين" في أفغانستان.