المنامة، البحرين(CNN) -- تضاربت التقارير حول ما جرى في مبنى تابع للأمم المتحدة في العاصمة البحرينية، المنامة، بعد أن قررت ثلاث نساء الاعتصام فيه الأربعاء للمطالبة بالإفراج عن أفراد من عائلاتهم.
فقد أشار بيان للمنظمة الدولية إلى أنها تحقق في تفاصيل الحادث، بينما نشرت الشرطة في البحرين رسالة رسمية من المشرفين على المبنى، تدعوها للتدخل.
وقد وقع الحادث بعدما امتنعت ثلاث فتيات، هم حسب تقارير، سوسن جواد وزينب الخواجة وأسماء درويش، عن مغادرة مبنى يضم مكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، ما اضطر الشرطة للتدخل وإجلائهن.
وصرح أحمد بوجيري، رئيس نيابة المنامة، بأن النيابة العامة تلقت إخطاراً بقيام ثلاث فتيات، بينهن ابنة أحد المتهمين المحبوسين على ذمة قضية معروضة أمام محكمة السلامة الوطنية، بدخول مقر منظمة الأمم المتحدة بالبحرين، ورفضهن بعد ذلك الخروج منه إلى ما بعد ساعات العمل الرسمية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وقال بوجيري: "وقد فشلت كافة مساعي وجهود المسؤولين بمقر المنظمة الدولية في إخراجهن، مما اضطرهم إلى الاستعانة بالشرطة لدخول المقر، والتعامل معهن، وبناء على ذلك توجهت قوة من أفراد الأمن وألقت القبض على المتهمات."
وأضاف بوجيري أن النيابة العامة "باشرت التحقيق في الواقعة فور إخطارها، حيث استجوبت المتهمات في حضور محاميهن، ووجهت إليهن تهمة البقاء في عقار خلافاً لإرادة أصحاب الشأن، فيما أمرت بإخلاء سبيلهن بضمان محل الإقامة لحين استكمال التحقيقات."
وقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإصدار بيان قال فيه إن مكتب الرئيس في نيويورك علم بأن "النساء الثلاث اللواتي شاركن في الاعتصام السلمي بمكاتب المنظمة في المنامة قد أفرج عنهن دون توجيه أي تهم رسمية."
وأضاف البيان الذي حصل موقع CNN بالعربية نسخة منه أن UNDP: "قامت بمناشدات عاجلة للسلطات البحرينية بهدف إطلاق سراح النساء الثلاث،" كما لفت إلى وجود تحقيق رسمي حول الحادث، وكيفية التعامل معه.
واستدعى البيان الصادر عن الأمم المتحدة رداً من اللواء طارق مبارك بن دينه، رئيس الأمن العام، الذي نقلت عنه وكالة الأنباء الخميس بأن ما قامت به مديرية شرطة محافظة العاصمة من إجراءات "جاء بعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية."
وأشار بن دينه إلى أن الإجراء الذي تم "كان بناء على طلب كتابي رسمي تلقته وزارة الداخلية من مسؤولي مقر الأمم المتحدة لدى المملكة، وجرى إرسال الشرطة النسائية لإخراج الفتيات واصطحابهن إلى مبنى مديرية الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وتحويلهن للنيابة العامة والتي أمرت بحفظ التحقيق في نفس اليوم بعد أن تقدم مسؤولو الأمم المتحدة بتنازل عن بلاغهم."
وعرضت الوكالة صورة عن الخطاب الرسمي المقدم من UNDP، والذي يحمل توقيع فراس غرايبة، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وقد جاء فيه: "أوافق على دعوتكم للحضور لمقر برنامج الأمم المتحدة لإخلاء 3 نساء سلميا رفضن مغادرة المقر حتى بعد انتهاء الدوام الرسمي."
وقد حاولت CNN بالعربية معرفة رد فعل الأمم المتحدة على الرسالة الرسمية التي عرضتها وكالة الأنباء البحرينية، ولكن الناطق الرسمي باسم المنظمة، فرحان حق، قال إن الموضوع ما زال قيد التحقيق ولا يمكن التعليق عليه بشكل موسع حالياً.
يشار إلى أن اثنتين على الأقل من بين الفتيات المشاركات في الاحتجاج كانتا قد نفذتا اعتصاماً مفتوحاً عن الطعام لأيام، وذلك بهدف المطالبة بالإفراج عن أقاربهن.
فقد قالت زينب الخواجة، إن الشرطة أعتقلت والدها وزوجها، في حين تشير درويش إلى أن شقيقها مازال خلف القضبان.
وكانت البحرين قد شهدت احتجاجات حاشدة للمطالبة بالتغيير السياسي في المملكة قبل أكثر من ثلاثة أشهر، انتهت بإعلان حالة الطوارئ ودخول قوات من درع الجزيرة رفعت في الأول من يونيو/ حزيران الجاري، ويمثل العديد من الناشطين أمام المحاكم في قضايا مختلفة، ويعتقد أن معظمها يرتدي الطابع السياسي.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.