دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تنوعت اهتمامات المدونين العرب هذا الأسبوع بشتى الأخبار والقضايا التي حدثت على الساحتين العربية والعالمية، فقد تطرق المدون المصري أسامة صابر إلى مباراة الأهلي والزمالك، التي انتهت بالتعادل بين الفريقين، بينما أثار المدون الأردني صالح القاسم قضية الاحتفال بقدوم عام جديد، وانتقد أولئك المحتفلين، بالقول إنهم يخسرون عاما من حياتهم، ولا يكسبون عاما جديدا.
أما مدونة "خائن" السورية، فقد تناولت قضية حرية الإنترنت وما أحدثه موقع ويكيليكس من زوبعة في هذا المجال، إضافة إلى ما أوردته مدونة محمد ملوك حول اختيار شخصية عربية للعام 2010، وما يختبئ خلف مثل هذه الاختيارات.
أهلي... وزمالك
تحت عنوان "أهلي وزمالك"، يروي المدون المصري أسامة صابر ما حصل معه في أحد الأيام التي كان عائدا فيها من عمله، فيقول: "جلس بجانبي، أو معنى أدق ألقى بجسده على المقعد المجاور لي في عربة المترو.. وقبل أن يدع لي فرصة للتساؤل، سارع هو قائلاً بأنفاس لاهثة: "يخرب بيت الأهلي على بيت الزمالك! استفادوا إيه بقى غير شتيمة أهالي بعض وقلة الأدب؟" هززت رأسي موافقاً كما يفعل أي مواطن صالح ينصت لشكوى أخيه المواطن في المواصلات العامة، فاسترسل الرجل قائلاً: "أنا واقف على حيلي في الإستاد سبع ساعات عشان خاطر الماتش، والحمد لله خلص تعادل وإلا كانوا قطّعوا في بعض."
واستكمل صابر قصته بالقول: "لم يكن لائقاً أن أستمر في صمتي، فغمغمت في اقتضاب: "طب الحمد لله إنه خلص تعادل".. أطلق زفيراً ملتهباً لا يخلو من ضيق، وهو يقول: "شعب تافه، ما فيش في دماغهم إلا الكورة.. بدل ما يتظاهروا عشان سلعة تمنها بيزيد!".. قال جملته الأخيرة وأتبعها بإغلاق جفنيه معلناً انتهاء المحادثة التي بدأها هو.."
واختتم صابر القصة بالقول: "تمض لحظات حتى اقتربت محطتي، فاعتدلت واقفاً لأتهيأ للنزول وأنتبه لأمر لم ألحظه في جاري منذ أن جلس بجانبي.. كنزة سوداء يرتدونها فقط في الشتاء.. هؤلاء الذين يحملون "رقعة" على ذراعهم مكتوب عليها.. "مديرية أمن القاهرة"..!"
المحتفلون التافهون
أما المدون الأردني صالح القاسم، فقد تناول قضية الاحتفال بقدوم عام جديد، فتحت عنوان "المحتلفون التافهون"، كتب القاسم يقول: "الاحتفال عادة يكون بشيء مفرح كالاحتفال بالنجاح أو الحصول على جائزة أو التوصل إلى اختراع أو الاحتفال بمناسبة انجاز شيء ما كالحصول على شهادة جامعية أو ترقية، ولم أسمع بحياتي عن شخص احتفل بخسارة شيء ما. أنا اعتبر أن مرور سنة من حياتنا هو خسارة سنة من حياتنا، وبالتالي علينا أن لا نحتفل بخسارة .إن المحتفلين بأعياد ميلادهم إنما يحتفلون بمناسبة خسارة سنة من عمرهم، وكذلك المحتفلين بالسنة الجديدة إنما هم يحتفلون بخسارة سنة من العمر، فهل الاحتفال بخسارة يعد احتفالا؟"
ويتابع القاسم ما كتبه بالقول: "إن تاريخ مرور سنة من العمر مناسبة للعبرة وليس للسكرة، فالاحتفال بها على شكل شموع وقوالب كيك وسن حلوة يا جميل، بل ويتعدى الأمر أحيانا إلى شرب الخمر وليال حمر، وكأنها ذكرى للنوم لا للتفكر والقوم! أنا أقول أن ذكرى مرور سنة يجب أن تكون سنة لتجديد كل شيء: فعلى المحتفل أن يسأل نفسه: ما الأعمال الجيدة التي عملتها السنة الفائتة؟ وما هي الأعمال السيئة التي وقعت فيها وعلي أن لا أكررها؟"
ويختتم القاسم مدونته بالقول: "أشياء كثيرة يمكن أن نقوم بها ليلة الاحتفال بعيد الميلاد أو برأس السنة غير العربدة والسكر... أشياء يمكن تجعل حياتنا وحياة الآخرين دائما مضاءة بشموع المحبة، وإلا فالاحتفال لا قيمة له ونكون نحن حقا تافهين!"
شخصية العام.. شماتة العام
أما المدون المغربي محمد ملوك، فقد تناول موضوع اختيار شخصية العام، فتحت عنوان "نكرة السنة.. أو شماتة العام"، كتب ملوك: "رجل السنة أو شخصية العام لقب يمنح لأشخاص يشدون اهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية ويؤثرون بأفكارهم وأنشطتهم وتحركاتهم ومواقفهم على حياة الناس، ويمكن لهذه الشخصية أن تكون رجلا أو امرأة ينتميان إلى ميدان السياسة أو الثقافة أو الرياضة أو الفن أو الطب أو الإعلام أو غير ذلك من الميادين والمجالات التي تتدخل في حياة الشعوب والأمم. والشـّْــماتة في الدارجة المغربية تعني فيما تعنيه الرجل النكرة، وهو وصف أو بالأحرى لقب يستحق أن يتنافس على حمله أشخاص عرفوا بتحمل المسؤوليات الكبرى واشتهروا بمناصبهم المتفاوتة بيننا وبإخفاقاتهم التي تخول لهم الظفر بمثل هذه الألقاب."
وتابع ملوك بالقول: "فالوزير الذي قبل عن طيب خاطر بحقيبة وزارية فارغة المحتوى والمضمون عقب انتخابات قاربت نسبة العزوف عنها المائة في المائة وارتضى لنفسه أن يكون مجرد حائط تعلق عليه الخطايا وتمسح بجنباته كل الأخطاء والتعثرات التي يشهدها المجتمع من غير قدرة منه على تحريك حروف الرفض والنقد القويم يستحق بلا شك أو ارتياب أن يكون شـْـماتة السنة."
وأضاف بالقول: "والفنان الذي جعل من نفسه بوقا لسلطات غاشمة ووجها لظلماتها وصورة لتجلياتها السوداء شماتة يضاف إلى من سبقه من المتنافسين على هذا اللقب. والمواطن الذي يرتضي لنفسه عيشة المذلة والإهانة والخزي والعار والاحتقار، ثم لا يسعى لتغيير أوضاعه السيئة بالأشكال السلمية والوسائل المشروعة ويتجبر على أخيه المواطن نكرة ما بعده نكرة."
ويختتم ملوك مدونته بالقول: "وهكذا دواليكم شماتة ينسيك في شماتة، ونكرة تنافس صورة طبق الأصل لها، وما أكثر الشمايت حين تعدهم، وما أثقل أعداد النكرات والمنكرين في الميزان حين تحصيها، لكن يبقى أوفر المرشحين حظا لنيل هذا اللقب هم حكام وزعماء العرب الذين عاثوا في الأرض فسادا، ومشوا فيها بغيا وإفسادا، وحكموا فيها بالنار والحديد والنهب والقمع والتشريد، وباعوا أوطانهم بثمن بخس، فعراهم مستر ويكيليكس، وكشفهم وهم الذين لا يملكون ذرة استحياء أمام كشف عوراتهم وسوءاتهم للعيان."
ويلفت ملوك الانتباه إلى أنه قام بكتابة هذه المقالة منذ سنتين، وارتأى إعادة نشرها هاهنا مع بعض التغييرات الطفيفة، "مادامت أحوال نهاية 2010 تشبه إلى حد كبير نهاية السنة التي قبلها، ونهايات الأعوام الفارطة، فلا شيء تغير، باستثناء الوجوه والأشكال فقط."
ويكيليكس تفرض حرية الشبكة
أما المدون السوري محمد نور الله، الذي اختار عنوان "خائن" اسما لمدونته، فقد كتب تحت عنوان "ويكيليكس.. حرية الشبكة.. والأوغاد"، يقول: "أن يعبر إنسان شرق أوسطي أو عربي أو صيني مثلا عن رأي يخالف نظاما سياسيا أو يهدده فهذا يعني أن كيانه وحياته على الأغلب قد استبيحوا. وبقدر ما يكون هذا الرأي مهددا لمنظومة ما - سياسية سلطوية، تنخفض قيمة كيانه أكثر: العلاقة عكسية بين قيمة رأيه وقيمة حياته. هذا الأمر ينطبق على الغرب الحديث أيضاً مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف بنية النظام الذي يهدده والذي يعيش ضمنه."
ويتابع نور الله بالقول: "وجوليان أسانج بدأ بفعل ذلك من حوالي خمس سنوات. يصعب بظني وجود نظرية مؤامرة تصل إلى حد أن الرجل مدسوس وأن ما جرى مدبر من قبل القوى التي يتهمها ويفضحها أسانج، لأنه أصلا في ما قام به يكشف مؤامرات - أكاذيب حكومة الولايات المتحدة و حلفائها من الحكومات. بالإضافة إلى أن الهدف من اتهامه بالتآمر ليس ضروريا للتشكيك بما نشر من وثائق. يبقى الجدل في صحة أو زيف تلك الوثائق مشروعا حتى لو لم يكن متآمرا. ثم إن كان جوليان أسانج منتجاً أمريكيا أو غربيا، فهل كل من سيقوم بما فعل (وسيتكرر الأمر على الأغلب) هم كذلك؟ هل الغرب آلهة تدبر كل شيء وتمسك بزمام كل شيء؟ هذا مستحيل."
واختتم نور الله مدونته بالقول: "حتى لو تم إسكات أسانج والويكيليكس فعلى الأغلب أن هناك الآلاف مثل أسانج ينتظرون ليأخذوا دوره. وفي حال لم يقم أحدهم بحماقة كبرى كتعطيل الشبكة مثلاً فإن على تلك القوى أن تتعلم التكيف مع هذا العالم الجديد عاجلا أم آجلا. الحريات والحقوق لا زالت تناضل ولم تصل بعد إلى ما يصبو إليه البشر. ومن المؤكد أن البعض قطع أشواطا أبعد من البعض. ما جرى يجب أن لا يدفعنا إلى المزيد بالاستهزاء بالحريات والحقوق لمجرد أن قوى منافقة تستخدمها في خطاباتها، بل على العكس، المزيد من التمسك بها والوقوف بجانبها وبجانب من يدعمها أيا كان، فهذا عصر جديد لا يأبه بالأوغاد."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.