من احتفالات الجماهير القطرية بالمونديال

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- تناولت المدونات العربية الصادرة خلال هذا الأسبوع مجموعة من القضايا، على رأسها الانقسام حول الموقف من فوز قطر بحق تنظيم بطولة كأس العالم 2022، وكيفية استخدام المواد التي سربها موقع "ويكيليكس،" وذلك إلى جانب الانتخابات البرلمانية المصرية وما شابها من مشاكل، والتعليقات حول موقف وزير العمل السعودي لمنعه عمل النساء في مهن فيها "تزاحم جسدي."

الكثير من المدونات العربية أيدت فوز قطر بتنظيم كأس العالم عام 2022، وأشادت بهذا الإنجاز العربي، غير أن مدونة "ضفاف متوهجة" المغربية زعمت أن رائحة الرشوة تنبعث من هذا الفوز، وذلك في مدونة تحت عنوان: "البترول يفوز بتنظيم كأسي العالم 2018 و2022."

وقالت المدونة: "يقول المثل الشعبي المغربي: 'تلاقت الشبة مع الطرطار وخرجات الصباغة هندية،' وهو ينطبق على فوز كل من روسيا وقطر بتنظيم كأسي العالم لسنتي 2018 و 2022، والحق يقال إن كرة القدم قد ماتت منذ زمان، وشيعها أهلها، ولم تلبث أن أعاد إليها الحياة مرة أخرى الانتهازيون والسماسرة وذووا الأموال القذرة."

وتابعت: "الدولتان 'الفائزتان' تعدان من أكبر مصدري الغاز والبترول في العالم، والثعلب الماكر رئيس هذه المنظمة المتعفنة التي زكمت الرائحة العطنة للفساد فيها الأنوف منذ زمان، يعرف من أين تأكل الكتف خاصة إذا كانت الكتف غليظة وسمينة.. الذين خبروا دهاليز الفيفا المتشعبة يعرفون سياستها التي ليست سوى عبارة عن صداقات وعلاقات وتحالفات وتكتيكات، وتوزيع أظرف منتفخة يمينا وشمالا على كروش أصيبت بالتخمة من كثرة الهدايا والرشاوى."

ومن مصر المنشغلة بالانتخابات البرلمانية ودعاوى التزوير الواسعة، برزت مدونة "مذكرات مواطنة مصرية،" التي تكتبها الناشطة المعروفة ميادة مدحت، التي ذهبت إلى حد الحديث عن ثورة في مواجهة الوضع الحالي، وذلك في مقال بعنوان مثير للجدل هو "قبل أن نقتل النواب."

وقالت مدحت: "الأغبياء والذين لم يقرأوا التاريخ يقولون إن الشعب المصري لم يخلق للثورة. هؤلاء لم يعلموا أن هذا الشعب حارب الإمبراطور قسطنطين والإمبراطورية الرومانية في أيام جبروتها.. وبعد ذلك بعدة قرون جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 لتكشف جبن العثمانيين وفلول المماليك."

وأضافت: "ومازلت أسمع من البعض النظرية العقيمة عن أن المصريين لا يثورون إلا على الحاكم الأجنبي أو المحتلين وأن التاريخ لم يذكر واقعة ثار فيها المصريون على الفرعون، فاقدي الذاكرة هؤلاء نسوا حادث المنصة (اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات،) الشعب المصري صبور ولكنه إن نفد صبره يقتل ويثور."

وختمت بالقول إن الشعب المصري: "قد يتحمل الظلم والجوع ولكنه لا يتحمل تزوير إرادته، فأبشع جريمة يرتكبها نظام هو أن يزور إرادة الشعب الذي يحكمه وأن يعتقد ذلك النظام (....) أنه أذكى من شعب عمر حضارته سبعة آلاف من السنين."

وبالنسبة للوثائق التي نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، فقد برز على هذا الصعيد أن الكثير من المدونات العربية كانت تترقب الوثائق، ولكن بعد ظهورها انغمست معظمها في تناول المواد المتعلقة بالخلافات الداخلية العربية، حتى أن بعض المدونين استخدموا المستندات للتشهير بقادة دول أخرى عوض التعرض لقادتهم.

واقتصر الأمر على استثناءات محدودة، إذ ورد على صفحة "جبهة التهييس الشعبية" التي اتهمت الأنظمة العربية بتوجيه ضربة إلكترونية للموقع بعد نشره معلومات حولها، وذلك تحت عنوان: "مصر والسعودية والأردن طلبوا من أمريكا أن تضرب إيران، مصر أخذت مواقف وسخة في حرب غزة ومن ثم، موقع الويكيليكس اتهيك عليه (تعرض للقرصنة)."

وتابعت: "أنا قلت الحركات الوسخة دي ما يعملهاش البيت الأبيض ولا حتى الإسرائيليين، مافيش غير (.....) اللي احنا عايشين فيه، وعشان كده احنا مرميين في زبالة التاريخ، ينضرب بالرصاص علينا في الشارع وماحدش يسأل فينا، انتخاباتنا تتزور وماحدش يسأل فينا، عشان (الرئيس المصري حسني) مبارك هو اللي معمول من دهب و(الرئيس الإيراني محمود أحمد) نجاد هو اللي معمول من (...)"

وفي السعودية، تناولت مدونة "حلم أخضر" ما أدلى به قبل أيام قليلة وزير العمل، عادل الفقيه، حول منع المرأة في السعودية من العمل في المهن التي فيها "تزاحم جسدي"، فقال المدون: "جاء وزير العمل بمدوية (التلاحم الجسدي) بعد ملحمة صمت طال انتظارها ليخنق آمال ملايين من عاطلين وعاطلات ضاقت بهم حنايا الوطن وتلاشت بقايا أحلامهم."

وتابع المدون: "سأنصحك يا معالي الوزير منصفاً أن تترك البطالة بكل شأنها وتعنى بشأن وزارتك منها كي لا تغرق فيها كما غرق سابقوك.. المواطنون ينحرون في سوق العمل بإشراف مباشر من وزارتكم .. يذبح مستقبلهم .. باسم أنظمتكم وتصلب آمالهم وأحلامهم في معاقل هيئاتكم العمالية ظلماً وإجراما."

وأضاف: "سأخاطبك فيما يخصك من شأن البطالة.. سأخاطبك بلغة المواطن البسيط الذي يأتي لوزارتك مراجعا ليبحث عن حقه فلا يجد إلا البؤس والاحتقار والمماطلة. سأخاطبك باسم 147 ألف مواطن طردوا من أعمالهم عام 2009، وهل عاد هؤلاء إلى وظائفهم؟ وهؤلاء هل أنصفتهم؟"