دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) - تنوعت اهتمامات المدونين العرب ما بين الاهتمام بالشؤون الجارية حاليا في مصر وسوريا وتونس، وأحداث تدور في مناطق أخرى من العالم العربي، كتجربة حكم الإسلاميين في قطاع غزة، وملفات الفساد في البحرين، إضافة إلى تعاليم الإسلام والتي يفهمها البعض بطريقة خاطئة.
فعبر مدونة "مواطن جوعان" تطرق المدون اللبناني خضر سلامة إلى الصورة التي بنتها المعارضة السورية لنفسها، فتحت عنوان "الثورة السورية والمقاومة"، قال سلامة: "حصل ما كنا، كجمهور متابع، ما كنا نتخوف من حصوله، تحولت المعارضة السورية، بعصا الاعلام الخليجي، إلى صورة فوتوغرافية للنظام البعثي، تخوّن منتقديها، بمنطقها ومنطق معلمها، بشار الأسد، أن كل من ليس معها تماماً، فهو ضدها حتماً: أصبح جميع المنتقدين لبرهان وهو يقدم أوراق اعتماده كسفير للناتو في سوريا، أصبحوا أبواقاً، وأصبح جميع من يحاول أن يسلط الضوء على التنظيمات الطائفية والسلفية، ولو عن صدق، هو متهم بتشويه صورة الثورة، وأصبح جميع المحذرين خوفاً على سورية، من مخاطر حرب اهلية واقتتال، أصبحوا منظرين برأي القابع على طاولة اجتماعاته في باريس ولندن واسطنبول، وشعبه يُقتل."
وتابع سلامة بالقول: "إذاً، فلنميز بوضوح، انتقادي اليوم هو لما يسمى بالمجلس الانتقالي، لا لثورة الشعب السوري البطل، هذا المجلس الذي حدد وحسم بغرابة وصفاقة مدهشة، ضرورة سحق صورة حزب الله الاعلامية، من أجل ان يحظى بمن الادارة الاميركية وسلوى اوروبا، لم أفهم إلى اللحظة، هذا الاصرار المدهش على استنساخ خطابات الحريرية السياسية في خطابات مدعي الحرية، وهم، في قراراتهم، يسارا ويمينا، علمانية واسلامياً، اولاد احمد الشلبي السياسيين، لا أكثر: الى القصر الرئاسي ولو عبر سفارة اسرائيل."
ويورد سلامة مجموعة من الأسباب التي دفعته للدفاع عن حزب الله اللبناني، ومنها: " أتفهم اليوم موقف حزب الله من النظام السوري تحالفاً، رغم كوني معارضاً، لا لشيء، إلا لأن حزب الله اليوم يقف نفس موقف حماس من نظام مبارك خلال حصار السنوات الأخيرة على غزة، النظام السوري هو الظهير السياسي والعسكري لحزب الله... كعربي، كانسان، لا يمكنني أن أقف موقف الصامت أمام تصريحات غليون عن وقف التعاون الاستراتيجي مع حزب الله وحماس، أولاً، لأن في ذلك اشهار بنقل سورية الى معسكر آخر، لا يشبه هذا الشعب الذي أثق به."
ويختتم سلامة تدوينته بالقول: " أتمنى، لو تقوم المعارضة السورية، بشخص الذين أثق بهم ولا أزال، المقاتلون الذابين عن كرامتهم في سورية، لا في فنادق الخمس نجوم، أن يقوموا بانشاء خيار ثالث واضح.. من أجل سورية عزيزة، حرة، كريمة، يسقط المأجورون في المعارضة، يسقط المجرمون في السلطة، عاشت سورية الشعب، سورية العشرة آلاف ربيعاً من الحضارة، سورية الخارجة إلى الكرامة، باللغة العربية الفصحى، رغم أنف الأسد، ورغم أنف غليون أيضاً."
أما المدونة الفلسطينية أسماء الغول فقد تناولت التجربة السياسية في غزة، والتي تبعتها دول الربيع العربي اليوم في تنفيذها، فتحت عنوان "غزة النبية"، كتبت الغول تقول: " غزة حكمتها زمرة فاسدة بعد أوسلو لمدة حوالي 14 عاما، والزمرة التي تتدعي العلمانية والوطنية والقومية ذاتها حكمت الدول العربية لعقود استمر أكثرها في ليبيا لـ42 عاما، غزة نجحت بتنظيم انتخابات نزيهة شفافة عام 2006، مصر وتونس احتاجت ما يزيد عن الثلاثين عاما كي تفعلان ذلك، غزة حين اختارت الديمقراطية الشفافة انتخبت الاسلاميين بحثا عن الامل ولان النظرية الاسلاموية هي النظرية المثالية الوحيدة الباقية لم تسقط في نظر الشعوب وعليهم ان يجربوها، والآن حركة الاخوان المسلمين تكتسح العالم العربي..ناهيك عن تجربة غزة مع مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب التي تتفوق فيها بالخبرة والشفافية والنزاهة على جميع الدول العربية."
وتابعت الغول بالقول: " ولكن في ماذا ستسبق غزة الدول العريبة الفترة القادمة وستلحقها به بعد سنوات طويلة؟ ستلفظ غزة الاسلاميين الذين حكموها بالحديد والنار واعتقلوا الصحافيين وانتهكوا حقوق النساء وأرهبوا معظم فئات المجتمع باستخدام أبشع أساليب الابتزاز والعنف، وقننوا الفن، وصادروا الروايات، ومنعوا عرض أفلام ومسرحيات وانتهكوا الحريات الشخصية عبر ما أسموها شرطة الفضيلة، وحتى الحريات السياسية التي حرمتهم منها حركة فتح سابقا، حرموا منها الاخرين، ولكنها على مستوى آخر نظمت عمل الوزارات، وقامت ببرمجته تكنولوجيا، وقللت من الفساد إلى حد بعيد، وجعلت لغزة طابع سياحي رغم الحصار، فقامت ببناء المولات، وسمحت بالمقاهي الفخمة في أجواء الأزمات المالية الخانقة!!"
وأضافت أسماء الغول في المدونة بالقول: "ورغم تجربتنا مع الاسلاميين في غزة والتي شارفت على نهايتها-الاخوان ذاتهم لم يعودوا يريدون غزة لأنها كانت بمثابة طفل التجربة الأولى المشوه ويتطلعون الآن لسلامة التجربة في وطن أوسع- إلا أنها لم تكن المدينة الكافية كي تسقط النظرية الاسلاموية الوضعية، فمن صاغها هم مجموعة من المستفيدين رجال الدين الثيوقراطين الذين يريدون أن يحكموا البلاد، رغم أنهم يعتمدون في حكمهم على نظرية الحاكمية لله التي أزاح فيها سيد قطب عنهم الصفة البشرية ألا وهي الذنوب والخطايا، فهذه الأحزاب تعتقد نفسها أنها منزهة عن الذنب والخطأ والنار."
واختتمت الغول تدوينتها بالقول: " العلمانيون والفنانون واليساريون والكتاب والمفكرون وحتى بعض التيارات الاسلامية التي ليست ذات شعبية سيواجهون جميعا في الوطن العربي أبشع أنواع القمع والمزايدات الدينية والأخلاقية ولحظتها لا يوجد حل سوى تشكيل مجموعة من اللوبيات الضاغطة للحفاظ على مكتسبات المجتمع الديمقراطي وتنوعه واستقلالية الفرد فيه..إلى أن يتعلم الوطن العربي من تحربة مدينة نبية كغزة…ولكن من سيتعلم من مدينة هي مجرد نبية فقط، وليست حتى دولة، فيها الحزب أقوى من النظام السياسي لذلك يستطيع هذاالحزب أن يلغي الانتخابات فيها لأعمار مديدة..إلى أن يثور شعب الديالكتيك على الحزب فهو الوحيد الأقوى منه."
وعلى مدونته الشخصية، كتب المدون المصري أحمد سعفان تحت عنوان "الشرع لا يختصر في الحجاب" يقول: " كلما تحدث أحد في خطبة جمعة أو تليفزيون أو غيره عن الشرع، نجد أن الحديث يتركز على الحجاب وتحريم الخمر وكأن هذا هو الإسلام. إن الوعي الديني هو الذي نشر الحجاب بين السيدات في السنوات الثلاثون الماضية بالرغم من الحرب على الإسلام، والخمر موجودة في أماكن قليلة في مصر، بعد أن كانت في كل الكافيتريات، وهذا من ازدياد الوعي الديني أيضا."
وتابع سعفان يقول: "عندما حاولت أمريكا منع الخمر، بيع الخمر في السوق السوداء، وكلنا نعلم أن الخمر متوفرة في السعودية في السوق السوداء ومرخص له في بعض الأماكن أيضا. لكن الذي أقل من شربها لهذا الحد هو الوعي الديني وليس الحظر. ولكن هل هذا هو الأهم في الإسلام؟ وقد كان تحريم الخمر من أواخر ما أنزل في القرآن."
واختتم سعفان تدوينته بالقول: "من يظن أن قانونا بفرض الحجاب وتحريم الخمر سوف يغير حالنا للأحسن، عليه أن يلتفت إلى باقي ما فينا من عيوب، ويسعى لتقويم، ومع الوقت سيكون ضمير الناس وارتباطهم بدينهم أقوى من القانون."
وعبر مدونته الشخصية، كتب المدون البحريني خالد قمبر تحت عنوان "هل كشف الفساد يعد معلومات سرية؟" يقول: " اليوم أحالت الحكومة إلى مجلس النواب … قانون جديد تحت مسمي حماية المعلومات ووثائق الدولة .. في محاولة يائسة للتستر على تلك الحزمة الكبيرة من الفساد التي تكررت طيلة 8 سنوات من عمر ما يسمى بالإصلاح والتي دأب على نشرها ديوان الرقابة المالي و الإداري …. يبدو إن رائحة الفساد ومن بعد سنوات طويلة قد أزكمت أخيرا انف الحكومة ..!!!"
وتابع قمبر بالقول: " اليوم ظهرت علينا مصطلحات جديدة وهى عادة ما تكون مرتبطة بالنواحي العسكرية والمرتبطة بخيانة الوطن وهي سري للغاية .. و سري .. و محظور .. ومحدود ..!!! وجميعها قد تم ربطها تحت مسمى المعلومات و الوثائق التي يؤدى إفشاء مضمونها إلى تهديد سلامة الدولة أو إلى حدوث أضرار خطيرة بأمنها أو مصالحها فهذا التعريف لمفهوم استخدام المصطلحات .. سرى للغاية وسري و محظور عادة ما يطلق على النواحي العسكرية ولكن يبدو أن الحكومة قد ارتأت إن فسادها المتفشي يرقى إلى الشئون العسكرية."
وأضاف قمبر بالقول: "إن المقترح الحكومي قد اوجد نظاما أو قانونا تعسفيا وهو ما يشبه حكم العسكر ..!! وإذا ما طبق " لا سمح الله " فهو ينذر بوقف كافة مؤسسات المجتمع المدني و لجان المراقبة.. سواء منظمات حقوق الإنسان و منظمات الشفافية المحلية و الدولية لكونه يعارض توجهات الدولة المدنية الحديثة …!!! إن مجرد تقديم الاقتراح الحكومي و في هذه الأيام يعد خرقا واختراقا لكافة الانظمة و المواثيق الدولية .. وهي بذلك تؤكد الفرضية بأن الحكومة تفرض التسلط و الاستبداد المعنوي و الأدبي تحت شعارات جوفاء " سري للغاية / سري أو محظورة."
واختتم قمبر تدوينته بالقول: " من المؤكد بوضعية مجلس النواب الحالية فانه سيوافق علي مقترح الحكومة و هو مغمض العينين و بدون تحفظ ..من المؤسف حقا إن الكثيرون مازالوا يجهلون الفرق بين مصلحة الوطن ومصلحة الحكومة ..وهذا يعد كارثة حقيقية بكل ما تحتويه الكلمة من معاني."