دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حفل عام 2011 بالكثير من الأحداث المهمة التي لن ينساها التاريخ، فخلال هذا العام، اشتعلت ثورات، وسقطت أنظمة، وتحررت شعوب، فكان هذا العام هو عام التغيير بالنسبة للكثير من الدول العربية، التي نفضت شعوبها غبار الدكتاتورية والفساد، لتتزين بثوب جديد استعدادا لاستقبال عام 2012 وعهد مشرق.
وقد واكبت المدونات العربية خلال هذا العام جميع هذه الأحداث، فكان للمدونين العرب مشاركاتهم الساخرة والجادة تعليقا على ما يحدث. ومن خلال هذا التقرير، ترصد CNN بالعربية أكثر المشاركات شعبية وقراءة بين زوار الموقع.
وكما انطلقت شرارة الثورات من تونس، كانت مدونة محسن الهاملي الشخصية، وبالتحديد التدوينة التي حملت عنوان "سقوط وصية عرش قرطاج"، هي الأكثر شعبية بين زوار الموقع، فقد كتب الهاملي حينها: " لوصية على عرش قرطاج والمسيطرة على زوجها سقطت أخيراً في 14 يناير 2011. هذا أمر عرفنا نحن التونسيون أنه سيحدث في يوم من الأيام، بالنظر إلى استبدادهم (الرئيس وزوجته) وطغيان أقاربهم وأنسبائهم."
وتابع الهاملي بالقول: " لمثير للاهتمام هو ما يقال في هذه الأيام من أن امرأتين دمرتا زين العابدين بن علي، زوجته، وموظفة البلدية التي صفعت محمد البوعزيزي، الشاب الذي أحرق نفسه، وفجر التمرد الذي خلع بن علي."
أما المدون محمد الأصفر، فقد كتب على مدونته "بنغازي" يقول: " الثورة في بلادي اندلعت وحققت شوطا مهما من النجاح على المستوى الداخلي والخارجي، ومع كل مدينة تسقط وتتحرر من النظام السياسي السابق، وتشكل مؤسساتها المؤقتة لتسيير الحياة والدفاع عن حرية المدينة، تنضم إلى ثورتها العديد من قيادات النظام." وقد حازت هذه التدوينة على اهتمام الكثير من قراء موقع CNN بالعربية.
وتابع الأصفر بالقول: " مثلما ذاق الطغاة والفاشيين والنازيين طعم السلطة، فالشعب تذوق طعم الحرية، ويا له من طعم نزيك رائع غير قابل للتخلي عنه أبدا، مذاق مس الضمير مباشرة، وأنعشه وبث فيه سعادة لا توصف. لم يكن لدي وقتا للكتابة، كل الوقت أقضيه بين الناس، أفضل أن أعيش الثورة الآن ولا أكتبها، ثورة طازجة جدا، بدائية، لا رتوش عليها، ولا تقليد أعمى، ثورة بنكهة ليبية خالصة."
ومن السعودية، كان لمدونة "سعودي جينز" اهتمامات أخرى بعيدة عن الثورات، فتحت عنوان "ذهب سعودي يغرق أوباما"، تحدث المدون عن الوثائق وما أشارت إليه من تقديم العاهل السعودي هدايا بقيمة 34 ألف دولار لأوباما، وأخرى بقيمة 132 ألف دولار لزوجته ميشال، عبارة عن مجوهرات من الياقوت الأحمر والألماس وعقداً من اللؤلؤ.
وقد حاز مقتل القذافي على اهتمام المدونين العرب أيضا، فبعد مقتل القذافي، وعرضه أمام الليبيين، كتب المدون الجزائري عمر دخان: " التنكيل المزعوم بجثة القذافي لا أساس له من الصحة، فأين هو التنكيل في عرض جثة مجرم قاتل على الملأ؟ جثة لم يتم الإساءة إليها أو تقطيعها أو حرقها أو سحلها، ذلك هو التنكيل في قاموسي وهو جريمة بحق أي إنسان. أما عرض جثة مجرم قتل آلاف الأبرياء ليرى فيها أقربائهم وأحبائهم انتقام العدالة من قاتلهم فهو ليس تنكيلا على الإطلاق، بل بالعكس، أرى أن الثوار الليبيين عاملوه بكرامة لا يستحقها، فالقذافي ليس إنسانا، بل هو كتلة من الإجرام والدموية والإرهاب."
أما المدون المصري طارق الجيزاوي، فقد تناول التناقضات اللغوية التي يعيشها المجتمع المصري في مرحلة ما قبل وخلال الثورة، فعلى مدونته "اكسلانس"، كتب الجيزاوي يقول: " الشعب المصري شعب غريب حقا، فحياته مليئة بالمتناقضات، كما لم توجد في شعب من شعوب الأرض.. فانظروا معنا لتلكم المتناقضات الشاذة فعلا. رئيس مصر المخلوع كان اسمه مبارك، إلا أن البركة منزوعة من كل شيء حتى من رغيف العيش، ورغم أن رئيس وزراء مصر كان اسمه (أحمد) نظيف، إلا إن القمامة تملأ كل ركن في مصر."
وتابع الجيزاوي بالقول: " ووزير الداخلية اسمه (حبيب) العادلي، لكن عصره اتسم بالتعذيب والإرهاب والظلم، ومع أن وزير التجارة إسمه (رشيد محمد) رشيد إلا انه لم يزد البلاد إلا سفها وفقرا وجورا، ومع أن أمين الحزب الحاكم أسمه (أحمد) عز إلا انه لم يقم سوى بنهب الفقراء والتجبر على الضعفاء."
وبالعودة إلى ليبيا، حظيت مدونة ناجي الفيتوري باهتمام قراء الموقع، فبعد انطلاق الثورة الليبية، كتب الفيتوري يقول: " سجّل يا مسخرة الأزمان: الثائر يطل من أغوار الظلام ويرنو إلى تحرير البلاد.. يا معتوه هذا الزمان المتآكل، يا "ملك" السنين المجدبة.. ورغم القصف والظلمة والإعصار وحشود المجرمين والقتلة من أنصارك، فأنت في الطريق إلى النهاية."
وأضاف قائلا: " سجّل يا جرذ الجرذان: الثائر تمرد على القيد ويخطو إلى موكب النصر أمام درب يضاء.. دار الغيث، الثائر لا يهرب، يكر ولا يفر، هكذا يبدو حين ترتفع هامته، والدم المسفوح في أزقة المدن وروابي الصحاري يتغنى للثورة، للنخوة في المدن الصامدة، يا لهذه الثورة في روعتها، في مولد الأحرار، يا لهذا المدى الأوسع نحو طوفان يفتح بوابة الأحلام في احللك الساعات، خذ كلّ شيء يا سارق المسرات، واترك هذا البلد المتعب."
أما مدونة "طباشير" للمدونة السورية شيري، فقد كتبت تحت عنوان "طائفتي مش سوري" تقول: " إحدى العبارات التي أثارت تحفظي الشديد في المدّة الأخيرة "أنا طائفتي سوري"، ورغم أنني أعي تماما أنها مجرّد رمز للوحدة والتلاحم الوطنيّ والتي ترفعه ُإلى درجة ٍأعلى وأهم من أيّ طائفة أخرى، وبذا لا يرى كلّ شخص طائفته بل يرى أنّه ُسوريّ فوق أيّ اعتبار، وهذا رائع و أعشقه وأفتخر به وأتفق معه تماماً، ولكن إذا عدنا من الحالة المثاليّة واتجهنا إلى مركز النفوس والسجلات الرسمية لنبحث عن طائفة كلّ منّا فلن تتطابق الطوائف أو الأديان، ولكن سنشترك جميعا ًبكوننا سوريين."
وتابعت شيري بالقول: " ما أودّ قوله، إنّ زيادة التودد إلى طائفة ٍما، هو الوجه الآخر لمهاجمتها وهو في النتيجة فعل طائفيّ، ومحاولة الابتعاد عن ذكر الطائفيّة هو كذلك فعل طائفيّ مصطنع."
ومن مدونة "دعدوشة" كتب المدون رسالة حملت عنوان " صل ليد معمر القذافي،" قائلا "لا أدري آلية توصيل الرسائل في السماء لذلك لم أزينها بأي طوابع بريدية ولم أتكبد عناء وضعها في ظرف رسائل، كتبتها وسألقيها للهواء لكنني أتمنى أن تجد طريقها إليك قبل أن تلتهمها النار التي تقطنها أيها الزعيم."
وتابع المدون بالقول: " عندما ظهرت للمرة الأولى مسحوباً على وجهك تتناقلك أيدي الثوار فرحت وكنت أنتظر أن أراك خلف القضبان وخاب ظني جداً وغضبت عندما علمت بأنك قُتلت .. وصرخت لوالدي وأنا أمام التلفاز: ليش قتلوه كان لازم يتحاكم مو عدل.. وصفعتني كلماتي عدل؟ عن أي عدل أتحدث وأخذتني عصفة اللحظة هل كنت سأتحمل منظرك حليقاً تلبس ستائرك المعتادة لتتحدث في لاهاي؟"
ومضى مخاطبا القذافي: "تخيل معي لو انك منذ البداية أدركت بأنك لست استثناء والقاعدة تسري على الجميع والحكيم الذي يمتطي صهوتها وينجو بنفسه وإلا فسيتحول إلى رقم في عدادات الساقطين من الطغاة.. لا أفهم تماماً سر تشبثك بالكرسي ولقد رأيت قبلك صديقيك قد سقطا؟"