دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تزايدت بشكل لافت خلال الشهر الماضي، أعداد المدونات العربية التي تتابع الشأن السوري، والتي تتناول الأوضاع هناك بالتعليق والتحليل، بالإضافة إلى نشر صور ومقاطع فيديو يقول مدونون إنها "تجاوزات وانتهاكات" قوات الأمن السورية.
فتحت عنوان "النظام السوري جبان،" كتب المدون المصري الدكتور أحمد سعفان، يقول: "يعتمد الجبناء على الإرهاب وترويع الضعفاء، حتى يخافهم من يهددونهم.. لكن الجبناء لا يتعرضون عادة للأقوياء."
وأضاف قائلا: "هذا ما يفعله النظام السوري بقيادة الأسد (هذا أسم وليس وصف) لم يواجه هذا النظام العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضة منذ أربعين عاما بالقوة، ولكنه يواجه شعبة الأعزل بقوة المدفعية والمدرعات."
ومضى المدون يقول: "لم نر الأسد يرسل جيشه لتحرير الجولان، ولا للقيام بأي عمليات حربية ضد إسرائيل، ولكن سارع بإرسال الجيش لقصف المدنيين وقتلهم، ثم لم يخجل من أن أهل سوريا يفرون منها طلبا للأمن في تركيا ولبنان، ولكن أرسل يطلب أعادتهم، لماذا؟ ليقتلهم؟"
وختم سعفان بالقول: "لقد سقط الأسد والنظام السوري عندما أصبحوا مصدر الخوف والترويع لشعبهم، وسوف يسقطون عن كراسيهم وعروشهم بإذن الله.. لقد شاء العلي العظيم أن يفضح هؤلاء الجبناء في لباس الأسود أمام خلقه قبل أن يفعل بهم ما يفعل بالطغاة والظلمة والمستبدين."
أما المدونة السورية شيرين الحايك، فكتبت على مدونتها "طباشير،" تقول، إن "الحزن المفاجئ كالموت المفاجئ يترك خلفه أشياء لا منطقية يصبح التفكير فيها أكثر لا منطقية من التفكير الذي هو نفسه لا منطقي، والموت مثلي، لا يحبّ الانتظار."
وأوردت المدونة خواطر عدة، وتساءلت بعدها: "هل فقدت قدرتي على الابتسام؟ هل سرقوا هذه أيضا؟ كيف أبتسم ؟ كيف أبتسم وأنا هنا وحدي وسوريا هناك؟ أشعر إذا ما قضيت وقتا ممتعا أو تجرأت الابتسامة أن تعتلي صهيل شفاهي، بالخيانة، فكيف تسير حياتي بشكل طبيعي هنا وسوريا هناك تحصي في كلّ مساء عدد السكان وعدد المقابر."
ومضت تقول: "كيف أبتسم وشعبي، الشعب السوري، تفرّق بين معتقل ومشروع معتقل، شهيد ومشروع شهيد، لاجئ ومشروع لاجئ، صديق سابق ومشروع صديق سابق، (متآمر) ومشروع (متآمر).. كيف أبتسم وقد أصبح شعبي عبارة عن صفحات فيسبوك تبحث واحدة عن مفقود وتنادي أخرى بحريّة معتقل وتتضامن ثالثة مع شهيد.."
وختمت بالقول: "أما فيروز فما زالت تردد: بتخلص الدني ومافي غيرك يا وطني.. لتذكرني بأننا جميعا راحلون والتاريخ سيسجّل لصالح الأقوى.. أمّا سوريا فوحدها من تعرف الحقيقة، وحدها من ستبقى."
ومن سوريا أيضا، كتب المدون قصي على مدونته "مواطن سوري" يتحدث عن "مفارقة جميلة.. فكرت فيها وأنا أضحك.. فكنت أتابع قناة الدنيا وهي تلتقي أشخاص من جسر الشغور وهم يقولون ويرفعون الدعاوي: الله ينصرنا عليهم."
وأضاف يقول: "أيضا.. وتقريبا بنفس الوقت كان على قناة الجزيرة أشخاص من الطرف الآخر للحدود السورية يظهرون على القناة ويقولون أيضاً: الله ينصرنا عليهم."
وتابع قائلا: "ولكن المفارقة أن كلا من الطرفين يعتقدان أنهم على حق وأن الله سينصرهم، ولكن السؤال: مع من سيقف الله في النهاية؟ مفارقة مضحكة ومحيرة بنفس الوقت!"
وفي شأن المصالحة الفلسطينية، كتب المدون البحريني محسن العبيدي الصفار على مدونته الشخصية يقول: "عندما قامت المصالحة الفلسطينية المباركة بين حركتي فتح وحماس منهية الانقسام المرير في الشارع الفلسطيني.. فرحنا واستبشرنا خيرا بأن مريضنا قد شفي من مرض الوهم."
وأضاف قائلا: "لكن يبدو أن الدجاجة التي تلاحقه لم تشفى ومازالت تحسب أن الشارع الفلسطيني حبة قمح ويجب التهامها ولذا بدأ الكيان الصهيوني ومباركة أمريكية بإجراءات عقابية تطال السلطة الفلسطينية ماديا واقتصاديا."
وتابع الصفار يقول: إن "كلا من الرجل والدجاجة هنا مصابان بالوهم من النوع الثقيل فالسلطة الفلسطينية لم تستطع أن تستوعب لحد الآن ما تخططه إسرائيل لها من مد المفاوضات إلى ما لا نهاية حتى يتسنى لها قضم آخر شبر من الضفة الغربية وضم للمستوطنات الصهيونية ومازالت تعيش الوهم بأن هذه الدجاجة قد تتركها لحالها وتنصرف."
أما "الدجاجة الإسرائيلية"، بحسب المدون، فمازالت تعيش "وهم أن الشعب الفلسطيني لن يقوم ضدها وأنها قادرة على لجمه إلى الأبد والتحكم بمصيره كيفما تشاء دون حسيب أو رقيب من المجتمع الدولي الذي يرقص عادة على أي موسيقى تعزفها إسرائيل دون تفكير أو تمحيص."