لندن، إنجلترا (CNN) -- كشفت وثيقة سرية نشرها موقع ويكيليكس بأن احتياطي النفط السعودي ربما يكون قد بولغ فيه بشكل صارخ يصل حد الإفراط، وأن قدرة السعودية على الاستمرار في الضخ بالطاقة الحالية مبالغ فيه، وفقاً لبرقية دبلوماسية امريكية أرسلت من السعودية عام 2007.
واستشهدت البرقية، التي حصل عليها يكيليكس ونشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، بآراء سعد الحسيني، الذي كان مسؤولاً عن التنقيب والانتاج في شركة "أرامكو" السعودية، التي تهيمن على عمليات التنقيب والإنتاج في المملكة، طوال 12 عاماً حتى العام 2004.
واستشهدت البرقية بمخالفة الحسيني لتقدير شركته السابقة فيما يتعلق بإجمالي احتياطيات النفط في السعودية، التي تعتبر أكبر منتج في العالم للمادة الخام.
وجاء في البرقية أن الحسيني " يعتقد أن هناك مبالغة في تقديرات شركة أرامكو بما يقدر بنحو 300 مليار برميل من 'الموارد المتوقعة'، بينما ركز هو، أي الحسيني، على الاحتياطي المثبت من النفط."
وأشار الحسيني إلى توقعه بنفاد النفط، وفقاً لكميات الإنتاج اليومية، بعد 15 عاماً "ما يعني أنه بعد فترة وجيزة من العام 2020" سيشهد الإنتاج السعودي تباطؤاً ثابت ولن يكون أي جهد قادراً على وقف ذلك."
واستندت توقعات المسؤول السابق في شركة أرامكو السعودية على الهدف الذي حددته السعودية في إنتاج ما يصل إلى 12.5 مليون برميل يومياً بحلول عام 2009.
ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن السعودية أنتجت نحو 8.4 مليون برميل من النفط الخام يومياً في العام 2010، و1.8 مليون برميل من الغاز الطبيعي، غير أن المتاح كان أقل من الأعوام السابقة نظراً لزيادة الاستهلاك المحلي من المادة الخام.
في يناير/كانون الثاني الماضي، وعلى هامش مؤتمر حول الطاقة في السعودية، قال رئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، هاشم يماني، إن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ستحتاج إلى 8 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2028، وهو ما يعادل إنتاجها الحالي من النفط.
وقالت الحكومة السعودية إن الطلب المحلي على الكهرباء يرتفع بنسبة 8 في المائة سنوياً، ومن المتوقع أن يبلغ ثلاثة أضعاف الاستهلاك الحالي، أي أن يرتفع إلى 121 ألف ميغاواط بحلول العام 2032.
وضخت الحكومة السعودية في ميزانية العام 2011 حوالي 133 مليون دولار للطاقة المتجددة.
وقال يماني إنه يتوقع أن تبدأ بلاده بإنتاج الطاقة الشمسية بصورة تجارية في وقت أسرع من إنتاجها للطاقة الذرية، مشيراً إلى أن الأخيرة ستستغرق ما بين 8 إلى 10 سنوات للبدء بإنتاجها.
وأوضح أن السعودية تجري استشارات مع العديد من الدول حول بناء محطات طاقة نووية، وربما تلجأ إلى مزيج من الخبرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكورية واليابانية.