نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- من المقرر أن يدلي الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بخطاب الأربعاء، حول خفض القوات الأمريكية في أفغانستان، لأول مرة منذ غزو الدولة الآسيوية أواخر عام 2001، في حملة عسكرية كلفت الخزينة الأمريكية، حتى اللحظة، 443 مليار دولار.
ومن المتوقع أن يعلن أوباما سحب 30 ألف جندي أرسلوا إلى أفغانستان كقوة إضافية إبان ذروة العنف عام 2009، إلا أن حجم وتوقيت الانسحاب مازالا في طي الكتمان.
ويرى محللون إن التأثير الاقتصادي للانسحاب، على المدى المنظور، لن يكون مؤثراً وقدر "المركز الأمني الأمريكي الجديد، أنه في حال سحب 15 ألف في عام 2012، فأن حجم الإنفاق العسكري يتراجع بمقدار 7 مليارات دولار.
وعقب ترافيس شارب من المركز قائلاً: "سبعة مليارات مبلغ متواضع للغاية.. إذا اعتقد البعض بأن خفض القوات الإضافية كفيل بحل أزمة موازنة البنتاغون، فعليهم التفكير مجدداً."
وخلال الأعوام القليلة الماضية، ارتفعت تكلفة الحرب الأفغانية بحدة، جنباً إلى جنب زيادة حجم القوات الأمريكية هناك، ففي عام 2008 أنفقت الإدارة الأمريكية 43 مليار دولار، وكان حجم القوات حينها 33 ألف جندي، ارتفعوا إلى 102 ألف حالياً لترتفع التكلفة بدورها إلى 118 مليار هذا العام، وفقاً لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس.
ويقدر باحثون أن الجندي الأمريكي في أفغانستان يكلف الخزانة مليون دولار سنوياً."
ونسب الباحثون ارتفاع فاتورة الحرب إلى عوامل عدة أهمها الطبيعة الجغرافية لأفغانستان ذات التضاريس الوعرة وافتقاد الدولة الآسيوية للموانئ وافتقارها للبنى التحتية الأساسية.
علي سبيل المثال، الوقود، الذي ينقل بقوافل من الشاحنات من باكستان تمر بمناطق جبلية وعرة للغاية ليس بها طرق سريعة ممهدة، وكثيراً ما تتعرض لهجمات المسلحين أثناء عبورها الحدود إلى أفغانستان، وهو ما يرفع التكلفة، علاوة على توسع العمليات العسكرية في مناطق أخرى في أفغانستان وصيانة المعدات العسكرية ، ما ضاعف التكلفة من 42 مليار دولار إلى 80 مليار دولار خلال الفترة من عام 2004 إلى 2008.