القاهرة، مصر (CNN)-- تجددت أعمال العنف في العاصمة المصرية القاهرة الخميس، عندما هاجم "مسلحون مجهولون" مسيرة جديدة للأقباط في منطقة "شبرا"، كانت في طريقها إلى ميدان التحرير، فيما يستعد الميدان الشهير، الذي انطلقت منه أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، لمظاهرة "مليونية" دعت قوى سياسية مختلفة لتنظيمها، تحت اسم "جمعة حماية الديمقراطية."
وأفاد موقع "أخبار مصر" التابع للتلفزيون الرسمي بأن المسيرة، التي دعت إليها حركتا "دم الشهداء" و"الأقباط الأحرار"، في ذكرى مرور 40 يوماً على أحداث "ماسبيرو"، تعرضت لـ"اعتداء من أشخاص مجهولين"، مما أسفر عن إصابة عدد من المشاركين بالمسيرة، وإغلاق شارع شبرا من جانب قوات الأمن المركزي.
ونقل الموقع عن شاهد عيان، يُدعى عماد فتحي، أن المسيرة انطلقت من دوران شبرا، إلا أن المشاركين فوجئوا بالاعتداء عليهم من قبل مجهولين، ألقوا عليهم الزجاجات الحارقة، وأطلقوا عليهم الأعيرة النارية، وأضاف أن المسيرة واصلت التقدم حتى منتصف شارع شبرا، حتى فوجئ المشاركون بالهجوم عليهم من الشوارع الجانبية، مما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى.
إلى ذلك، قام عشرات المحتجين بنصب الخيام والمنصات في ميدان التحرير اعتباراً من مساء الخميس، استعداداً لجمعة "حماية الديمقراطية"، التي دعا إليها عدد من القوى السياسية، للتعبير عن رفضها لوثيقة "المبادئ الدستورية"، وكذلك مطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبار:، في فبراير/ شباط الماضي، بتسليم السلطة في موعد أقصاه أبريل/ نيسان القادم.
وافترش المتظاهرون الحديقة المواجهة لمجمع التحرير، ورفعوا فوق الخيام التي نصبوها الأعلام المصرية، بالإضافة إلى توزيع عدد من البيانات الخاصة بكل القوى المشاركة لتحفيز المواطنين، وحشد أكبر عدد من المواطنين.
وكان "التحالف الديمقراطي" وعدد من المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة، وبعض الأحزاب والحركات الشعبية والثورية، قد أعلنوا مشاركتهم في مليونية الجمعة 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، اعتراضاً على الوثيقة، التي أعدها الدكتور على السلمي، نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطي.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، التي تُعد واحدة من كبرى التنظيمات على الساحة السياسية في مصر حالياً، مشاركتها في "مليونية حماية الديمقراطية"، المقرر تنظيمها الجمعة، وذكرت أن هذه المليونية ستكون "بداية لسلسلة فعاليات متصاعدة"، إذا لم يتم سحب وثيقة المبادئ الدستورية.
وكان حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية للجماعة، قد هدد في وقت سابق بأنه في حالة الإصرار على الأخذ بوثيقة السلمي، فإنه سيتم تنظيم احتجاجات شعبية واسعة، تصل إلى "مليونيات حقيقية وتاريخية"، تبدأ الجمعة، على أن تزيد وتتصاعد، لتصل إلى "ثورة جديدة" في 25 يناير/ كانون الثاني من العام القادم.