الرباط، المغرب(CNN)-- يجمع فيلم Law Abiding Citizen، للمخرج غاري كراي، بين النجمين جيمي فوكس وجيرارد باتلر، في تجسيد لصراع لا يقبل التعادل أو أنصاف الحلول بين منطق القانون، الذي لا يضمن العدالة دائما، والانتقام كخيار لضحايا لم تنصفهم المؤسسة القضائية.
وإن كان هوس الانتقام بأبعاده النفسية والصدامية مادة خصبة لصنع التوتر الدرامي في جنس أفلام هوليوود التي تعتمد على التشويق، فإن هذا الدافع الانتقامي يذهب إلى حدود قضية يصبح معها هدف "كلايد" (جيرارد باتلر)، الرجل الذي رزء في زوجته وابنته اثر هجوم عصابة إجرامية على بيته الانتقام من الجميع، بدءا بالقاتلين ومرورا بجميع رموز المؤسسة القضائية.
مرت عشر سنوات على الجريمة قبل أن ينبري الرجل المكلوم الذي صدم وهو يرى القاتل يسجن ثلاث سنوات ثم يفرج عنه ليستمتع بالحياة، لتفعيل مخطط الثأر الشامل الذي حصد القاتل بعد أن ذاق معاناة رهيبة تعذيبا جسديا وكيماويا، وشريكه، ومحاميه قبل أن يخترق الجسم القضائي ليشهد النائب العام "نيك" (جيمي فوكس) سقوط رفاقه وزملائه واحدا بعد الآخر.
ورغم إيداع المتهم السجن فإنه أبان عن عبقرية تدميرية رهيبة وهو يرتب عمليات تفجير عن بعد جعلته يساوم النائب على الخروج من السجن مقابل وقف مجازره، وهو ما لم يفعله، وسيكون على النائب أن يتحلى بدهاء استباقي استثنائي للإيقاع برجل أعماه هوس الثأر، وحصره في كمين ينقلب فيه سحره عليه.
يفتح الفيلم سجالا قديما جديدا حول حدود مبدأ العدالة ومدى تحققها بالقانون.
فرجل القانون يعمل بالنسبية ويؤمن بأن تحقيق قدر من العدالة خير من لا شيء، بينما الضحية يحقد على مؤسسة لاذ بها فلم تنصفه، لتخلق منه قنبلة موقوتة انفجرت في وجه الجميع قبل أن ترتد إلى صاحبها، الذي نسمع على لسانه في حديث إلى النائب العام "الدروس ينبغي أن تكون دموية حتى لا تسقط في دائرة النسيان."
إيقاع الفيلم وطبيعته، سرعة ردود أفعال الشخوص في ساحة حرب بين النوايا والمخططات، لم يتيحا للنجمين التعبير عن طاقات تعبيرية وتشخيصية جديرة بالذكر.
لا وجود لأعماق نفسية أو مرجعيات فلسفية وطيدة تصنع متعا بصرية وتأملات في الخطاب والخلفيات، خارج منطق الصدام المفتوح بين قطبي الفيلم.
القائمون على الفيلم أرادوه رسالة احتجاج على اختلالات وفساد المؤسسة القضائية، فلم يكن مصادفة أن يتم تصوير أحداث العمل في مدينة فيلادلفيا، التي احتضنت تحرير إعلان الحقوق من قبل الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية.