طرابلس، ليبيا (CNN) -- تقف ليبيا التي خرجت من حقبة معمر القذافي، في أول يوم لها الجمعة، بدون وجود العقيد الذي ارتبط اسمه بها، غير أن يومها الجديد هذا مليء بتحديات أبرزها إصلاح البلد الذي دمرته الحرب، وبناء نظام ديمقراطي على أنقاض ديكتاتورية استمرت أربعة عقود.
وقال محمود جبريل رئيس الوزراء في الحكومة الليبية الانتقالية إن "هذا هو الوقت المناسب لبدء ليبيا جديدة، مع اقتصاد الجديد، مع تعليم جديد.. مع وجود نظام صحي جديد، ومستقبل واحد."
ويعرف الليبيون أن عقبات كثيرة تنتظرهم، ولكن يوم الجمعة خرجوا إلى شوارع طرابلس وسط أصوات الأعيرة النارية ابتهاجا وفرحا بنهاية القذافي، حيث علت أبواق السيارات والهتافات وركض الحشود ورقصوا في الأزقة.
وفي مصراتة، المدينة التي تضررت بشدة خلال الحرب، سهر الحشود في ساحة المدينة الرئيسية لفترة طويلة بعد منتصف الليل، وعلى الطرق المحيطة بالمدينة، علت أبواق السيارات، واندفعت جماعات المحتفلين داخل وخارج المدينة.
ويتوقع أن يعلن المجلس الوطني الانتقالي يوم السبت تحرير ليبيا رسميا، وبعد ذلك تشكيل حكومة جديدة تكطون أول علامة على التحول الديمقراطي.
ويرى فواز جرجس، وهو أستاذ في سياسة الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، إن الليبيين لا يزالون يواجهون صراعا سياسيا صعبا، مضيفا هناك "بعض الانقسامات القبلية والإقليمية الكبرى قد تتصاعد بسهولة، نظرا لشدتها في ليبيا."
وقال كريستوفر شيفز من مؤسسة راند غير الربحية "هناك مسألة تعزيز السيطرة على الوضع الأمني في البلاد.. هذا يعني ضمان التوافق ليس فقط على رئيس تحالف المقاتلين، ولكن أيضا ضمان أن المجرمين والعصابات لا يستفيدون من الأسلحة التي يتم تداولها ولا تزال تهدد سلامة السكان المدنيين."
وسيتعين أيضا على القيادة الليبية الجديدة أن تنظر بسرعة في احتياجات السكان الأساسية، مثل المياه والطاقة، وتعزيز شرعيتها، كما يقول المحللون.