طرابلس، ليبيا (CNN)-- دعا الزعيم الليبي، معمر القذافي، في رسالة منسوبة إليه بعث بها إلى الكونغرس الأمريكي، إلى وقف الدمار وإطلاق النار والجلوس للتفاوض لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في بلاده، تزامناً مع إشادة نواب أمريكيين للتقدم الذي تحرزه عمليات الناتو في تدمير قدراته العسكرية.
وقال القذافي، في رسالته المزعومة المؤلفة من ثلاث صفحات تلقت CNN نسخة منها من مكتب رئيس مجلس النواب، جون بوينر: "أناشدكم، كديمقراطية عظمى، لمساعدتنا على تحديد مستقبلنا كشعب."
ووصفت رسالة القذافي المزعومة الحملة الجوية للناتو بأنها "غير تدخل سافر وغير مشروع فيما هو في الأساس حرب أهلية ليبية."
ومضى كاتبها بالقول: "دعونا نتوقف عن تدمير والبدء في مفاوضات لإيجاد حل سلمي ليبيا."
ورجح مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لـCNN أن تكون الرسالة من القذافي، مضيفاً: "لكن من الواضح لم يكتبها هو لأنها ليست غريبة بما يكفي"، منوهاً بأن هدف الرسالة مبهم.
ومن جانبه قال بوينر وعلى لسان الناطق باسمه، مايكل ستيل: "إذا كانت هذه الرسالة غير المترابطة حقيقية فهذا يشدد على مطالب رحيل القذافي، لكن ليس هناك اتفاق في هذا الشأن، ولهذا يتساءل الأمريكيون، والبيت الأبيض يرفض الإجابة - عن دواعي التزام الإدارة بموارد أمريكية في حملة الإطاحة به ليس بهدفها."
وفي الأثناء، شن وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، هجوماً لاذعاً على الناتو قائلاً إن الحلف يفتقر إلى التجهيزات اللازمة لمواجهة التحديات.
وانتقد غيتس خلال كلمته الوداعية أمام مجلس الناتو في بروكسل الجمعة بعض الدول الأعضاء قائلاً إن البعض "رغب في تحمل ودفع ضريبة التزامات الحلف، وهناك من يتمتع فقط بمزايا الانضمام لعضويته ويرفض المساهمة في المخاطر والتكلفة."
وحول الحملة الجوية في ليبيا قال: "في الوقت الذي صوت فيه أعضاء التحالف لحملة ليبيا، إلا أن أقل من النصف يشارك فيها، وأقل من الثلث راغب في المساهمة في حملة القصف."
وتأتي انتقادات غيتس العنيفة وسط تذمر من بلوغ الحملة الجوية للناتو مرحلة جمود والفشل في إجبار العقيد الليبي على الرحيل.
وانطلقت الحملة العسكرية الجوية أواخر مارس/آذار بتفويض القرار 1973 الصادر عن مجلس الأمن الدولي وخول الحلف الأطلسي حق اتخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية المدنيين.
والجمعة، أشاد رئيس اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور كارل ليفن، بالتقدم الذي يحرزه الأطلسي منوهاً: "يسعدنا إن القدرات العسكرية للقذافي تدنت بحدة، وضعف سياسيا، وأن عمليات الناتو تجري بشكل جيد ومنسق ولم نتكبد حتى اللحظة أي خسائر بشرية."
ورفض ليفن الإشارة إلى أن الحملة الجوية بلغت مرحلة جمود.
وفي المقابل أبدى السيناتور جيف سيشنز، عضو في اللجنة العسكرية، تذمره في التقدم البطيء المحرز هناك، قائلاًً: "لست واثقاً من أننا نتحرك بقدرات حاسمة كانت ستؤثر على النتيجة.. أعتقد أننا لو تحركنا بقوة، كما قال البعض في البداية، ربما فأن الأمر كان حسم الآن."
ورغم الحملة الجوية القائمة منذ ثلاثة أشهر بيد أن العقيد الليبي لا يزال يتشبث بالسلطة وتواصل كتائبه عملياتها العسكرية ضد الثوار.
وفجر الجمعة، حاولت القوات الموالية له التقدم داخل مدينة "مصراتة" ما أدى لاندلاع معارك ضارية بين الجانبين استمرت حتى الساعات الأولى من السبت، وأوقعت 31 قتيلاً وعشرات الجرحى، في أعلى حصيلة خسائر بشرية منذ 17 فبراير/شباط، بانطلاق دعوات مطالبة بتنحي القذافي بعد أربعة عقود في السلطة، وهي ما قابلها الأخير بحملة قمع عسكرية استدعت تدشين الحملة الجوية الدولية.