صنعاء، اليمن (CNN) -- تجمع عدد من الإعلاميين والناشطين الحقوقيين في العاصمة اليمنية صنعاء الأحد، مطالبين بالإفراج عن الناشطة توكل كرمان، التي تدير منظمة "صحافيات بلا قيود" ومسؤولة حزب التجمع اليمني للإصلاح المقرب من تيار الإخوان المسلمين، بعدما اعتقلتها السلطات مساء السبت.
وبحسب مصدر أمني، فقد جرى توقيف كرمان بناء على أمر من النيابة العامة بتهمة قيامها بإقامة تجمعات ومسيرات غير مرخص لها قانونا والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى وشغب وتقويض السلم الاجتماعي العام.
وقالت مصادر مقربه من كرمان إنها اعتقلت ليل السبت في أحد الشوارع بوسط صنعاء بينما كانت عائدة إلى منزلها، بينما قال المطالبون بالإفراج عنها إن قوات الأمن قامت باختطافها وإيداعها في السجن المركزي.
الجدير ذكره أن كرمان قادت خلال الأيام الماضية تظاهرات متتالية لطلبة جامعة صنعاء، مؤيدة لإسقاط الرئيس زين العابدين بن علي في تونس، وداعية للتغيير السياسي وإسقاط النظام في اليمن ورحيل الرئيس اليمني علي
عبدالله صالح، وقد نفت جامعة صنعاء من جهتها في بيان رسمي علاقة طلابها بتجمعات وصفتها بـ"المخالفة" خارج أسوارها.
وكان المئات من الطلاب والناشطين في اليمن قد نظموا مسيرتين أمام جامعة صنعاء، السبت، إحداها للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح، فيما نادت الأخرى ببقائه على سدة الحكم، وفق ما نقل مصدر صحفي.
ويذكر أن مسيرتي السبت هما الأخيرتان ضمن سلسلة اعتصامات شهدها اليمن منذ أن أطاحت انتفاضة شعبية في تونس بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بن علي، وأجبرته على الفرار إلى السعودية، وفق رئيس تحرير صحيفة "يمن بوست" حكيم المسمسري.
وأوضح المصدر أن المسيرة الطلابية كانت سلمية أمام جامعة صنعاء حيث انتشر قرابة 1500 من عناصر الأمن.
وكان المئات من طلاب الجامعة قد نظموا المسيرة لتأييد ومساندة السلطة والمؤتمر الشعبي العام الحاكم، وفي المقابل نظمت قطاعات طلاب المشترك تظاهرة تأييد للشعب التونسي وللمطالبة برحيل صالح.
وحمل المتظاهرون لافتات عدة مؤيدة لـ "ثورة الياسمين" في تونس التي انتهت 23 عاماً من حكم الرئيس المخلوع بن علي.
وكتب في إحدى اللافتات: "إذا حذرتم لئلا يصبح اليمن صومالاً آخر، فنحن نهدد بأن اليمن قد يصبح تونساً آخر", وجاء في أخرى: "بوركت ثورة الياسمين.. لقد أيقظتنا."
وتتزامن هذه الاحتجاجات مع الزخم الذي أججته ثورة تونس في عدد من دول المنطقة من بينها الجزائر ومصر.
وقد بدأ اليمنيون في التذمر من الوضع المعيشي بالبلاد وشح المحروقات، كما أن إجازة البرلمان اليمني بصورة مبدئية مطلع هذا الشهر مجموعة من التعديلات الدستورية "المثيرة للجدل"، يقول المعارضون إنها قد تمنح الرئيس تولي الحكم في الجمهورية اليمنية مدى الحياة.
ويذكر أن علي عبد الله صالح، البالغ من العمر 68 عاماً، تولى رئاسة الجمهورية اليمنية قبل 32 عاماً، منذ عام 1978، وأُعيد انتخابه بآخر مرة عام 2006، من المقرر أن تنتهي ولايته الحالية عام 2013.