القاهرة، مصر (CNN) -- أكدت مصر الأربعاء صحة التقارير التي أفادت بأن إسرائيل قدمت اعتذاراً رسمياً لمصر حول مقتل الجنود المصريين على الحدود يوم الثامن عشر من أغسطس/آب الماضي، والذي أدى إلى توتر العلاقات بين الجانبين، وتلاه محاولات من أفراد من الشعب المصري لاقتحام السفارة الإسرائيلية ونجحوا إثرها في إنزال العلم الإسرائيلي مرتين عن المبنى الذي يضم السفارة.
وجاء التأكيد المصري حول الاعتذار الإسرائيلي الرسمي على لسان وزير الخارجية، محمد عمرو، وذلك في تصريح صحفي الأربعاء، بحسب ما نقل موقع أخبار مصر، التابع للتلفزيون المصري.
ونقل الموقع عن الوزير توضيحه "أن مصر تلقت بالفعل كتاباً رسمياً صادراً عن وزارة الدفاع الإسرائيلية تعرب فيه إسرائيل عن اعتذارها وعميق أسفها، وكذلك مواساتها لأسر الضحايا الذين سقطوا من جراء النيران الإسرائيلية في ذلك اليوم."
وأشار محمد عمرو إلى أن هذه الخطوة من جانب إسرائيل "تمثل استجابة للمطلب المصري الصادر عن اللجنة الوزارية التي تشكلت لمتابعة الحادث وتداعياته."
ونقل الموقع عن صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قولها مساء الثلاثاء إن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، "قدم اعتذاراً رسمياً عن مقتل الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل وأن الاعتذار جاء بعد انتهاء التحقيقات المشتركة بين الجانبين المصري والإسرائيلي وأكدت الصحيفة أن تعتيما فرض على تفاصيل ونتائج التحقيقات."
يشار إلى أن 5 من عناصر الشرطة المصرية كانوا قد قتلوا إثر إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الحدود المصرية الإسرائيلية أثناء ملاحقتها لخلية يعتقد أنها نفذت هجوماً على منتجع إيلات أسفر عن مقتل 9 إسرائيليين.
وإثر ذلك، طالبت مصر باعتذار إسرائيلي رسمي عن هذا الحادث، وطالب حزب الحرية والعدالة المصري برد حازم، واستدعاء السفير الإسرائيلي وإجراء تحقيق، وفقاً للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، في حين خرجت مظاهرات مصرية منددة في ميدان التحرير وأمام سفارة إسرائيل بالقاهرة.
وخرجت مظاهرات في ميدان التحرير وأمام سفارة إسرائيل احتجاجاً على ما وصف بـ"انتهاكات تل أبيب"، وطالب المتظاهرون بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة واتخاذ إجراء حازم تجاه الممارسات الإسرائيلية "داعين إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني."
كذلك تظاهر العشرات أمام السفارة الإسرائيلية "حاملين الأعلام المصرية ومرددين شعارات منددة بالاعتداء الإسرائيلي السافر على الحدود المصرية، ومطالبين برد فعل قوي"،
وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء المصري، عصام شرف، في سياق مقابلة أجرتها معه قناة "التركية" التلفزيونية، وبثها التلفزيون المصري إن "معاهدة كامب ديفيد للسلام ليست مقدسة ومفتوحة دائما للنقاش."
وأضاف شرف أن من الطبيعي أن تتجدد الأمور، مكرراً أن "المعاهدة ليست كتاباً منزلاً ويمكن أن تتغير إذا كان ذلك يفيد المنطقة والسلام."
وأشار شرف إلى رد فعل الشعب المصري على مقتل الجنود المصريين في سيناء، نابع من اعتزاز الشخصية المصرية وشعورها بالكرامة وحب الوطن، منوهاً إلى أن هذا الشعور والإحساس موجود عند الجميع بمن فيهم المسؤولون.
وكان باراك قد عبر في وقت سابق عن أسف إسرائيل لمقتل عناصر من الأمن المصري، مشيراً إلى أن الحادث جاء "خلال مطاردة مرتكبي سلسلة الاعتداءات التخريبية."
وقال باراك إنه "أوعز إلى الجهات المختصة بإجراء تحقيق مسهب في الموضوع ثم إجراء تحقيق مشترك مع الجهات المصرية المختصة."
غير أن مصر رفضت الأسف الإسرائيلي، وقالت إنه غير كاف، مشددة على ضرورة اعتذارها عن الحادث.