CNN CNN

الإمارات تستأنف محاكمة 5 نشطاء وسط انتقادات شديدة

الخميس ، 27 تشرين الأول/أكتوبر 2011، آخر تحديث 00:01 (GMT+0400)

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استؤنفت محاكمة خمسة نشطاء إماراتيين بتهمة إهانة رئيس دولة الإمارات ومسؤولين كبار علنا، في جلسة غاب عنها المتهمون، وحضرتها وسائل الإعلام وممثلين عن جماعات حقوق الإنسان للمرة الأولى.

وأبلغ ضابط شرطة قاضي المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي بأن المتهمين رفضوا الحضور إلى المحكمة.

وعلى الفور، أصدرت أربع منظمات حقوقية دولية الأحد، بيانا قالت فيه إن "محاكمة خمسة نشطاء محتجزين منذ قرابة الستة أشهر.. هي محاكمة غير عادلة من حيث المبدأ،" مطالبة بإسقاط الاتهامات عن النشطاء والإفراج عنهم.
    
وفصل بيان المنظمات سلسلة من المظالم، وقال: "إن في بداية الجلسة الأخيرة، بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول، خرج أربعة من المدعى عليهم من المحكمة بعد أن رفض القضاة مرة أخرى القبول بأي من طلباتهم الخاصة بإجراءات التقاضي السليمة، بما فيها طلب الإفراج عنهم بكفالة."

ومضى يقول: "لم تسمح المحكمة للمدعى عليهم بمراجعة الأدلة والاتهامات المنسوبة إليهم، ومنها أدلة جمعتها نيابة أمن الدولة أثناء فترة التحقيقات. ولم تسمح المحكمة لمحاميّ المدعى عليهم بسؤال أحد شهود الادعاء، ولم تسمح بالوقت الكافي لسؤال الشهود الآخرين."

وحضرت مراقبة حقوق الإنسان جيني باسكيوريلا جلسة الأحد في المحكمة، وقالت إن ما شاهدته أكدت اعتقادها بأن نتيجة المحاكمة محتومة.

وأضافت: "لقد شاهدنا بالضبط ما كنا نرى في هذه الحالة من البداية.. إنها محاكمة صورية، وهذا هو حقا المسرح السياسي، حيث قد لا تتاح لهم فرصة لعرض قضيتهم، ولم تعبأ المحكمة بأي من مطالبهم على النحو الذي رأيناه اليوم."

وتتكون مجموعة النشطاء الخمسة، الذين بدأت محاكمتهم في 14 يونيو/حزيران، من أحمد منصور، وهو مهندس ومدوّن، وناصر بن غيث، وهو خبير في الاقتصاد، ونشطاء الإنترنت فهد سليم دلك، وأحمد عبد الخالق، وحسن علي الخميس.

ويواجه أحمد منصور تهمًا إضافية بتحريض الآخرين على انتهاك القانون والدعوة إلى مقاطعة الانتخابات والدعوة إلى التظاهر، بعد أن ساند في مارس/آذار الماضي، عريضة وقع عليها أكثر من 130 شخصا تدعو إلى انتخابات مباشرة للمجلس الوطني الاتحادي.

وقالت وداد المهيري، زوجة ناصر بن غيث، لشبكة CNN إنها في حالة مأساوية، وأضافت: "لمدة ستة أشهر كنت هادئة، بكيت ولم يعرف أحد، أنا خائفة ولا أستطيع النوم بسبب الصدمة لمعرفة أن الشخص الناجح الذي بنيت حياتي معه هو في السجن مقيد اليدين والرجلين."

ومضت المهيري تقول: "أنا متأكدة من أن قادتنا لا يعرفون الانتهاكات التي يواجهها زوجي لأننا نعرف هذا البلد.. إنه بلد جيد، والناس الطيبين فيه لا يقبلون بذلك.. أطلب من الحكومة والشيخ خليفة (بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات) والشيخ محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) والشيخ محمد بن راشد (نائب رئيس الإمارات حاكم دبي) الإفراج عن زوجي في أقرب وقت ممكن."

من جهته، أبلغ المحامي محمد الركن، الذي يمثل اثنين من المتهمين الخمسة، هيئة المحكمة بأن المتهمين يعاملون بسوء، بعد أن أجبروا على ارتداء الأصفاد باستمرار،" وتساءل "كيف يصّلون أو يتناولون الطعام أو يذهبون إلى الحمام مع وجود القيود؟"

وفي المقابل، يدعم بعض المواطنين الإماراتيين الحكومة في مسعاها ضد الناشطين، ويعتقدون أن هؤلاء يستحقون المحاكمة، إذ تشير المحامية فايزة موسى إلى أن المتهمين عليهم دين لحكام دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتضيف موسى: "كلهم يستغلون هذا البلد، هم يعيشون هنا., ويحصلون على التعليم المجاني، وينهون دراسة الماجستير وبعضهم الدكتوراه، فمن أين هذا؟ من جيوبهم؟ لا، من أموال هذا البلد وهم يعيشون الآن في بيوت من أموال البلاد، حتى أنهم حصلوا على كل شيء مجانا."

بينما يرى الشاعر عبد الكريم المرزوقي أن هناك بعض الاختلافات الأساسية بين الثقافة الإماراتية والثقافة الأوروبية، ويقول: "لا يمكنك التحدث بشكل سيئ أو إطلاق النكات ضد والدك، أو والدتك أو أخيك، أو جارك أيضا."

وأضاف المرزوقي: "يجب أن تكون مهذبا وتتحدث بأدب، فكيف مع الحاكم؟ الحاكم هو أكثر أهمية، ولهذا، فإننا نهتم بالناس، ونقول لهم من فضلكم توقفوا فهذا خط أحمر."