نيروبي، كينيا (CNN) -- ظهرت الخميس روايات متناقضة حول ما إذا أظهرت "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية مؤشرات على رغبتها بالتفاوض مع الحكومة الكينية وسط هجوم عسكري كيني يستهدف الحركة الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، وفي الأثناء أعلن عن اختطاف اثنين من عمال الإغاثة الإنسانية في الصومال على أيدي مسلحين.
وقال مسؤول كيني، رفض الكشف عن هويته لعدم التصريح له بالحديث لوسائل الإعلام: "إنهم (حركة الشباب) يريدون إجراء محادثات."
غير أن مسؤولاً حكومياً كينياً آخر ناقض هذه الرواية وقال إن كينيا لن تجري محادثات مع حركة الشباب حتى لو كانت الحركة تريد ذلك.
وأضاف ألفرد موتوا، المتحدث باسم الحكومة الكينية: "حركة الشباب لم تتصل بكينيا بأي شكل من الأشكال.. ولا توجد خطط كينية من أي نوع للتفاوض مع الشباب.. فهي لا تتفاوض مع منظمات خارجة على القانون."
وأضاف أن القوات الكينية حققت نجاحات منذ توغلها داخل الأراضي الصومالية في سعيها لمطاردة عناصر حركة الشباب، التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى منظمة إرهابية.
وأضاف موتوا أن "عناصر حركة الشباب يفرون مذعورين.. أعتقد أتهم منهمكون في الفرار والنجاة بأرواحهم.. ولا يملكون الوقت الكافي للتحاور."
وكانت القوات الكينية قد توغلت في الأراضي الصومالية لمطاردة عناصر من حركة الشباب المجاهدين بعد عملية اختطاف لسياح وعمال إغاثة في كينيا.
وتشكل الخطوة الكينية تطوراً جوهرياً في الأساليب الأمنية التي تعمل بها كينيا، التي تقول إنها تعمل بموجب ميثاق الأمم المتحدة فيما يخص السماح بعمل عسكري للدفاع عن نفسها ضد الصومال التي تعاني من انفلات أمني وسيطرة المقاتلين المتشددين على أجزاء منها.
وكانت الحكومة الكينية قد أعلنت أن وحدات عسكرية تابعة لها دخلت إلى الصومال لمطاردة عناصر من تنظيم الشباب المجاهدين في تطور غير مسبوق على الحدود بين البلدين، وذلك بعد عمليات اختطاف نفذها مسلحون صوماليون على الأرض الكينية.
يشار إلى أنه منذ توغل القوات الكينية في الأراضي الصومالية، أعلنت حركة الشباب أنها نقلت تعزيزات إلى بلدة "أفمادو" الواقعة قرب الحدود مع كينيا لمواجهة التقدم العسكري الكيني، الذي وصفته الجماعة المسلحة المتشددة بأنه "انتهاك لسيادة الأراضي الصومالية،" مشيرة إلى اتساع نطاق التوغل ولجوء نيروبي إلى سلاح الجو.
وقال الشيخ علي محمود راجي، الناطق باسم حركة الشباب: "لقد تقدم الجيش الكيني مسافة 100 كيلومتر داخل الأراضي الصومالية، كما قامت طائراته بقصف السكان وقتلهم."
وتابع راجي، في رسالة نشرتها مواقع إلكترونية عادة ما تنقل بيانات التنظيمات المتشددة: "إذا لم تتراجع تلك قوات فإننا سنأتي إلى كينيا نفسها،" في تهديد ينطوي على إمكانية شن هجمات داخل الأراضي الكينية.
اختطاف عمال إغاثة
وفي الأثناء، تم اختطاف اثنين من الأجانب العاملين في مجال الإغاثة في الصومال، بحسب ما أعلن مجلس اللاجئين الدنماركي.
وقال المجلس إن الأمريكية جيسيكا بوكنان (32 عاماً) والدنماركي بول هاغن ثيستد (60 عاماً) اختطفا على أيدي مسلحين بعد زيارتهما الثلاثاء لمشاريع إنسانية في منطقة غالكايو في شمال الصومال.
ويعمل المجلس الدنماركي في مجال تعليم وتدريب السكان على كيفية تأمين أنفسهم ضد الألغام والمواد غير المتفجرة.
وقالت المنظمة إنها على اتصال مع ذوي العمال المختطفين، الذين عبروا عن قلقهم حيال مصير أبنائهم.
وأضافت المنظمة أن الشرطة الصومالية اعتقلت السائق الصومالي الذي كان برفقتهما وتحقق معه بشأن عملية الاختطاف.