دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الخميس كلاً من السلطة الفلسطينية وسوريا بوقف العنف ضد المتظاهرين السلميين المؤيدين للمتظاهرين المعارضين للرئيس المصري حسني مبارك والداعين لإسقاطه، وقالت مديرة المنظمة في الشرق الأوسط، سارة ليا واتسون أن الرئيس السوري بشار الأسد على ما يبدو "قد غش من إحدى صفحات كتاب الحُكم الخاص بنظيره المصري. إذ لم يعد الأمن السوري يكتفي بمجرد منع التظاهرات، بل يبدو أنه بدأ يشجع 'البلطجية' على مهاجمة المتظاهرين السلميين."
وحثت المنظمة الدولية الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على تعليق الدعم الأمني للسلطة الفلسطينية حتى تتم معالجة الانتهاكات، بينما طالبت الحكومة السورية بالكف فوراً عن تهديد ومضايقة المتظاهرين الذين أبدوا التضامن مع دعاة الديمقراطية في مصر.
وقالت في بيانين لها، حصلت CNN بالعربية على نسختين منهما، إن على السلطة الفلسطينية أن توقف عنف الشرطة ضد المتظاهرين السلميين، "حيث كانت أخر الاحداث الهجوم على متظاهرين في تجمع سلمي في رام الله، مساء الثاني من فبراير/شباط 2011 تضامناً مع التظاهرات في مصر. "
وافادت هيومان رايتس ووتش أن شرطة السلطة "لكمت وركلت واوقفت مشاركين في التظاهرة، بالإضافة لصحافيين على الاقل، والباحث الميداني المساعد في هيومن رايتس ووتش."
ونقل بيان عن سارة ليا واتسون، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط شمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، قولها إن "على السلطة الفلسطينية أن تعلن حالاً وبوضوح أن تدريبات 'بناء الدولة' لقوات الأمن لا تشمل ضرب المتظاهرين السلميين.. على السلطة الفلسطينية أن تأخذ اجراءات ضد ضباط الشرطة المسؤولين وإلا فإن على الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي أن يجدوا منفعةً أخرى لأموال دافعي الضرائب في بلدانهم."
وكانت دعوات على صفحات موقع فيسبوك والرسائل القصيرة قد طالبت المتظاهرين بالتجمع في التاسعة مساء، في ميدان المنارة، تلبية لدعوة للتجمع تضامنا مع التظاهرات في مصر، وبلغ عدد المتظاهرين بين 100 و150 شخصاً، كانوا يهتفون "تحيا مصر!" "يا مبارك يا مبارك، بن علي في انتظارك."
ورغم أن التظاهرة كانت سلمية إلا أن الشرطة و"الشرطة الخاصة" ضربوا المتظاهرين بدون سابق تنبيه، واستعملت الشرطة بخاخات الغاز المسيلة للدموع بالإضافة للهراوات لتفريق الجمع.
أما في سوريا، فقد قالت "هيومن رايتس ووتش" إن "على الحكومة السورية أن تكف فوراً عن تهديدها ومضايقتها للمتظاهرين الذين أبدوا التضامن مع دعاة الديمقراطية في مصر. مع ظهور دعوات على الفيس بوك وتويتر بالخروج في احتجاجات كبيرة في سوريا يوم 4 فبراير/شباط 2011، دعت هيومن رايتس ووتش السلطات السورية إلى احترام حق السوريين في التظاهر السلمي."
وأشارت المنظمة إلى أنه في الثاني من فبراير/شباط، قام زهاء 20 شخصاً في ثياب مدنية بضرب وتفريق 15 متظاهراً كانوا قد تجمعوا في منطقة باب توما بدمشق وهم يرفعون الشموع إبداءً للتضامن مع المتظاهرين المصريين، على حد قول أحد منظمي التظاهرة لـ هيومن رايتس ووتش، غير أن الشرطة لم تتدخل.
وأضاف بيان المنظمة أنه "عندما ذهب المتظاهرون إلى مخفر الشرطة المحلي القريب لتقديم شكوى، قام مسؤول أمني بسب وصفع سهير أتاسي، واحدة من المنظمين للمظاهرة، مع اتهامها بأنها 'جرثومة' وعميلة لقوى أجنبية."
وقالت سارة ليا واتسون: "يبدو أن الرئيس بشار الأسد قد غش من إحدى صفحات كتاب الحُكم الخاص بنظيره المصري. إذ لم يعد الأمن السوري يكتفي بمجرد منع التظاهرات، بل يبدو أنه بدأ يشجع 'البلطجية' على مهاجمة المتظاهرين السلميين."
ونقلت المنظمة عن أحد المشاركين في تظاهرة وصف المشهد، وقال "اقترب منّا مجموعة من الرجال وامرأتين في ثياب مدنية. طلبوا منّا التفرق وقالوا لنا لو أردنا التضامن مع مصر فلنذهب إلى مصر. عندما سألناهم من هم، قالوا نحن 'بلطجية'. ثم بدأ أحدهم في ضربنا والركض وراءنا، فيما خلعت إحدى المرأتين اللتان كانتا معهم حزامها لتضربنا به."
وقالت سارة ليا واتسون: "على الرئيس بشار الأسد أن يراعي نصيحته التي أدلى بها وأن يسمح للشعب السوري بالمزيد من حرية التعبير عن الآراء، سواء على الإنترنت أو في الشارع."
وأضافت: "هذا يعني بدايةً، أنه يجب أن تكف الأجهزة الأمنية عن قمع النشطاء ومضايقة أسرهم وشن الحملات على المعارضة المشروعة."