دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خرج عشرات من الشبان في سوريا الثلاثاء، تلبية لدعوة أطلقها عدد من الناشطين على موقع فيسبوك، للدعوة من أجل التغيير الديمقراطي في البلاد التي يحكمها حزب البعث من نصف قرن، وتظهر لقطات من عرضها موقع "يوتيوب" صورة للمسيرة في قلب دمشق، حيث هتف الشباب "حرية.. حرية" و"الشعب السوري ما بينذل."
وخلال بعض اللقطات، يمكن سماع صوت شخص يعلق على الأحداث بتحديد تاريخ الحدث، ومن ثم الإشارة إلى أنها "أول انتفاضة صريحة ضد النظام السوري،" ومن ثم يشير إلى أن أفراد من الطائفيتين العلوية والسنيّة يشاركون في التحرك الذي يهدف إلى تغيير النظام.
ويعتبر هذا التحرك الذي لم تتمكن CNN من تأكيده بشكل مستقل واحد من التحركات النادرة للمعارضة السورية التي كانت القبضة الأمنية السورية المشددة تجعل من وجودها غير مرئي تقريباً داخل البلاد، في حين تنشط العديد من الأطر المناهضة للنظام من خارج البلاد.
وكانت الصفحة الداعية للتحرك على موقع فيسبوك قد بدأت بالعمل قبل أسابيع، وحملت عنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد."
وسبق هذا التحرك دعوة لمظاهرة مماثلة في مطلع فبراير/شباط الماضي، ولكن الدعوة لم يكن لها تأثير على الأرض، وخرجت مسيرات في نفس التوقيت مؤيدة للأسد الذي وصل إلى السلطة خلفاً لوالده حافظ.
وترزح نسبة كبيرة من السوريين تحت وطأة الفقر والبطالة وضياع حقوق الإنسان، وقد قامت سوريا مؤخراً بمجموعة من الإجراءات الرامية لامتصاص النقمة الشعبية، منها التعهد بإجراء المزيد من الإصلاحات، وإقامة انتخابات بلدية ومنح المنظمات غير الحكومية مزيداً من السلطات، وتخفض أسعار بعض المواد.
يذكر أن صحيفة "الوطن" السورية شبه الحكومية كانت قد استبقت مظاهرة الثلاثاء بنشر خبر يهدف لاتهام المعارضين بالعمالة، إذ أشار إلى أن موقع عسكري إسرائيلي يبث رسائل عبر الهواتف الجوالة للسوريين يدعوهم فيها للتظاهر في الشارع.
يشار إلى أن بشار الأسد تولى السلطة عام 2000، بعد رحيل والده، ليكون بذلك أول من طبق نظام التوريث الرئاسي في الدول العربية، وقد بدأ عهده بمشاريع للانفتاح على القوى السياسية كافة، وانطلقت في السنوات الأولى من ولايته حركة "ربيع دمشق" التي قادتها شخصيات مثقفة ومعروفة، ولكن التطورات السياسية سرعان من أنهت هذه الحقبة.