مقديشو، الصومال (CNN)-- دشنت حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية حملة عسكرية الاثنين، ضد القوات الحكومية والأفريقية، في هجمات تتزامن مع مجاعة قاسية تضرب جنوب البلاد، دفعت بعشرات الآلاف من الصوماليين للنزوح بحثاً عن المساعدة.
وتواردت أنباء عن معارك ضارية في مقاطعة "وارديغلي" شمال شرقي مقديشو، بلغ فيها دوي قذائف المدفعية وإطلاق النار، المسامع في العاصمة.
وقتلت القوة الأفريقية انتحارين، تنكرا في زي الجيش الصومالي، قبيل تفجيرهما الأحزمة الناسفة التي تمنطقا بها، كما قتل اثنان من جنود القوات الأفريقية أثناء الاشتباكات.
وقال الناطق باسم قوات الاتحاد الأفريقي، العقيد بادي أنكوندا: "في خضم مجاعة تجتاح الصومال، يختار المتشددون التركيز على القتل، وليس إنقاذ الأرواح."
وتابع أن "المتطرفين يستخدمون تدابير يائسة لتحقيق غاياتهم، من خلال استعدادهم لاستخدام العنف الوحشي خلال شهر رمضان."
ودأبت حركة "الشباب" على شن حملة عسكرية، سنوياً كل رمضان، ضد القوات الصومالية والأفريقية، منذ وصول الأخيرة إلى مقديشو الصومالية عام 2007.
وتأتي الحملة وفقاً للتوقعات بعد أن كشفت مصادر استخبارية في الاتحاد الأفريقي، الأسبوع الماضي، عن أن المئات من عناصر "الشباب المجاهدين" يحتشدون في العاصمة مقديشو، استعداداً لشن حملة عسكرية يتوقع لها أن تكون قاسية ضد القوات الحكومية والأفريقية، خلال شهر رمضان، وذلك بعد تلقيهم شحنات أسلحة وصلتهم عبر البحر من اليمن.
وأضافت المصادر التي تحدثت لـCNN أن حلفاء "حركة الشباب المجاهدين" من القوى المتشددة في اليمن، تمكنوا على الأرجح من إرسال الدعم لها عبر البحر الأحمر، مضيفين أن الحركة ستستغل الأجواء الدينية لشهر رمضان من أجل تنفيذ هجماتها.
ومن المتوقع أن يكون لهذه الهجمات تداعيات إنسانية خطيرة مع المجاعة القاسية التي تضرب جنوب البلاد، والتي دفعت أكثر من مائة ألف صومالي إلى التوجه نحو العاصمة، ما يعني أن المعارك قد تعرضهم لمخاطر شديدة.
وكانت القوات الحكومية الصومالية قد شنت الخميس الماضي هجوماً شاملاً ضد معاقل المسلحين المتشددين في مقديشو، ما أدى إلى مقتل 15 عنصراً من تنظيم الشباب المجاهدين، أحد التنظيمات المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة.
يشار إلى أن الصومال يواجه أسوأ جفاف يمر عليه منذ نحو 60 عاماً، ويضطر عشرات الآلاف من السكان لقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى مخيمات المساعدات في كينيا وأثيوبيا وقرب مقديشو بحثاً عن الماء والطعام.
وبلغ عدد النازحين أكثر من 150 ألف شخص، منذ مطلع الشهر الجاري.