دمشق، سوريا (CNN) -- ردت دمشق السبت على بيان اللجنة الوزارية العربية الذي أعرب عن "الامتعاض" جراء استمرار القتل في سوريا، فقال مصدر في الخارجية السورية إن بلاده "تستغرب" هذه المواقف التي وصفتها بأنها "تستند أساسا إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة،" في حين أشار نشطاء إلى سقوط سبعة قتلى في قصف متواصل على حمص منذ الصباح.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن "مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين" لم تكشف عن اسمه قوله إن وزير الخارجية وليد المعلم "تلقى رسالة من رئيس اللجنة الوزارية المنبثقة عن مجلس الجامعة العربية في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة بعد الاطلاع على مضمونها من وسائل الإعلام تتضمن مواقف تستند أساسا إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة حول ما جرى في سوريا بالأمس."
وأشار المصدر إلى أنه "كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية الاتصال مع وزير الخارجية والمغتربين للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض."
وأعرب المصدر عن "استغراب وزارة الخارجية السورية إتباع هذا الأسلوب قبيل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية."
وأهاب المصدر باللجنة العربية الوزارية أن "تستفيد من الأجواء الإيجابية" التي سادت لقاءها مع الرئيس بشار الأسد وأن "تساعد على التهدئة والتوصل إلى حل يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بدلا من إذكاء نار الفتنة،" مشيراً إلى أن المعلم "سيقوم باطلاع اللجنة الأحد على حقيقة الوضع في سوريا."
ميدانيا قال نشطاء في المعارضة السورية إن القصف المتواصل بمختلف أنواع الأسلحة على مدينة حمص من قبل قوات الجيش أدى لمقتل ستة أشخاص السبت، بعد يوم من دعوة المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى فرض منطقة حظر طيران فوق بلادهم.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عناصر منشقة عن الجيش قامت بنصب كمين لحافلة عسكرية تابعة لأجهزة الأمن خلال تنقلها بين قريتين بمحافظة أدلب، ما أدى لمقتل عشرة من عناصر أجهزة الأمن وأحد المنشقين.
وأضاف المرصد أن مجموعة أخرى انشقت عن الجيش وتولت حماية جنازة في مدينة خان شيخون بعد تعرض المشيعين لنيران قوات الأمن.
وقد تحدى المحتجون في سوريا إطلاق النار ونقاط التفتيش الأمنية، وتظاهروا يوم الجمعة ضد النظام، ودعما لدعوات المعارضة لفرض منطقة حظر طيران، وفقا لما أكده نشطاء.
وفي مظاهرة ضخمة في مدينة حماة، طالب السوريون بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ومحاكمته، وفقا لما أكدته لجان التنسيق، التي تنظم الاحتجاجات وتوثقها في البلاد.
وقالت اللجان إن قوات الأمن ردت بقسوة، واضعة الأحياء والمساجد في منطقة الصالحية في دمشق تحت الحصار، بينما أجرت عدة حملات أمنية وأطلقت النار على الحشود في أماكن أخرى من البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن قتلت بالرصاص 35 مدنيا خلال احتجاجات مختلفة في أنحاء سوريا، مشيرة إلى إصابة ما لا يقل عن 100 آخرين، واعتقال 500 شخص في عدة محافظات، بينما قالت لجان التنسيق إن عدد القتلى وصل 40 شخصا.
وتزامنت الأحداث مع تصريحات وزراء عرب بأنهم أرسلوا رسالة عاجلة إلى القيادة السورية، معربين عن استيائهم من استمرار قتل المدنيين، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية التي تديرها الدولة.
وقالت الوكالة إن "جامعة الدول العربية أكدت أنها تتوقع أن يتم الاجتماع مع مسؤولين سوريين الأحد في الدوحة، حيث تأمل في التفاوض لإنهاء الأزمة."
وفي حمص، فتح القناصة النار على الحشود في عدة أحياء، وفقا للجان التنسيق المحلية، بينما قال المرصد السوري إن قوات الأمن اشتبكت مع جنود منشقين في حي السباع في حمص، ما أسفر عن مقتل أو إصابة 40 شخصا من كلا الجانبين، وتدمير دبابتين.
وأفاد المرصد بأن حملة أمنية جرت في حي برزة بدمشق، رافقها إطلاق نار، أسفرت عن اعتقال أكثر من 40 شخصا، بينما قالت لجان التنسيق إنه تم قطع الاتصالات والكهرباء ووضعت نقاط تفتيش أمنية جديدة في ضاحية الزبداني بدمشق.
وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن "مجموعة إرهابية مسلحة،" هاجمت مركز الشرطة في حمص، مشيرة إلى أن أفراد الأمن صدوا الهجوم، وأصيب بعض المهاجمين، من دون تقديم تفاصيل.
ولا يمكن لشبكة CNN التأكد بشكل مستقل من روايات المعارضة أو الحكومة في سوريا، بسبب القيود التي يفرضها النظام على دخول وسائل الإعلام الدولية إلى البلاد.
وكانت الجماعات المعارضة السورية تدعو الأمم المتحدة لفرض منطقة حظر طيران وحصار بحري وغيرها من التدابير لحماية المتظاهرين السوريين على الأقل منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول.
وقال قادة جيش سوريا الحر، وهو مجموعة من المنشقين من القوات المسلحة النظامية، إن فرض منطقة حظر طيران أو حصار بحري، يمكن أن تسمح لهم بإنشاء قاعدة للعمليات لإطلاق حملة لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.