دمشق، سوريا (CNN) -- يبدو أن زينب الحصني، الشابة السورية التي قالت منظمات حقوقية إنها قتلت وشوهت في السجون السورية، ما تزال على قيد الحياة، وفقا لمقابلة معها بثها التلفزيون السوري الحكومي يوم الأربعاء.
فقد ظهرت فتاة على التلفزيون السوري وعرفت عن نفسها بأنها زينب الحصني، والتي كانت صور لجثتها نشرت على مواقع على الإنترنت، أثارت الغضب والإدانة في جميع أنحاء العالم.
وقال الفتاة "اسمي زينب عمر الحصني.. وقد تركت العنوان الذي أسكن فيه وذهبت إلى حيث يقيم أحد أقربائي دون إخبار أحد من أهلي هاربة من تعذيب إخوتي لي وذلك قبل شهر رمضان بخمسة أيام،" وفقا لما نشرته وكالة الأنباء السورية الحكومية.
وأضافت الفتاة "أن أهلها لا يعرفون أنها على قيد الحياة وقد عرفت بقصتها عبر التلفزيون حيث توالت الأخبار التي تقول إن الأمن السوري اعتقلها وحرق جثتها وقطعها وسلمها إلى أهلها فأخبرت من تقيم لديهم أنها تريد إخبار الشرطة بالحقيقة."
وقالت "أتيت اليوم إلى قسم الشرطة لأقول الحقيقة وأكذب خبر مقتلي فأنا حية أرزق بعكس ما قالت القنوات الكاذبة.. اخترت قول الحقيقة لأنني سأتزوج في المستقبل وسأنجب أطفالا وأريد أن أتمكن من تسجيلهم."
وقالت مصادر عدة لشبكة CNN الشهر الماضي إن المرأة 18 عاما خرجت عن منزلها في يوليو/تموز لشراء البقالة، ثم اقتادتها قوات الأمن السورية لإقناع شقيقها الناشط بتسليم نفسه، بينما قالت جماعات حقوق الإنسان إنها قتلت وقطع رأسها وشوهت جثتها.
غير أن الفتاة التي ظهرت على التلفزيون السوري "أكدت أنه لم يسبق أن تم اعتقالها من منزلها أو تعرض لها أحد كما لم يداهم منزل عائلتها أبدا،" ورفضت الحديث عن تفاصيل ما جرى معها خلال الفترة الماضية قائلة "لا أريد الحديث عما حصل معي ولكنني أطلب من والدتي أن تسامحني وترضى عني."
ولم يتسن لشبكة CNN الوصول إلى أفراد عائلة الحصني للحصول على تعليق حول اعترافاتها.
وقالت منظمة العفو الدولية إن المقابلة التلفزيونية تثير تساؤلات حول معلومات نشرتها المنظمة الشهر الماضي تفيد بوفاة زينب الحصني واكتشاف جثتها في مستشفى حمص العسكري.
وأضافت المنظمة "استندنا في تلك المعلومات إلى مصادر قريبة من الحادث نفسه، قدمت لمنظمة العفو الدولية لقطات الفيديو من الجثة المشوهة، وإذا كانت الجثة تلك ليست لزينب الحصني، فمن الواضح أن على السلطات السورية الكشف عن أسباب وظروف وفاة ذلك الشخص، ولماذا تم إبلاغ عائلة زينب الحصني بأنها كانت الضحية."
وذكرت المصادر التي تحدثت عن وفاة الحصني سلسلة مرعبة من الأحداث بعد اختفائها، إذ بعد عدة أيام من اختفائها في يوليو/تموز، اتصلت قوات الأمن بالأسرة، وعرضت مبادلة زينب بأخيها الناشط.
وفي 10 سبتمبر/أيلول قالت العائلة إن شقيق زينب، محمد، أصيب في مظاهرة، وعاد إلى أسرته جثة، بينما ادعت العائلة أنه تعرض للتعذيب حتى الموت.