دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في خطوة تعكس تزايداً في وتيرة المعارضة المسلحة ضد القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، شنت عناصر منشقة عن الجيش هجوماً على مبنى عسكري تابع للمخابرات الجوية، في منطقة "حرستا" بمحافظة "ريف دمشق"، في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
كما شهدت الأزمة السورية منعطفاً جديداً على الصعيد الدبلوماسي الأربعاء، بعد قيام وزارة الخارجية الفرنسية باستدعاء سفيرها من دمشق، وذكرت أن الخطوة تأتي بعد تعرض مصالح فرنسية لهجمات من جانب موالين لنظام الأسد، استهدفت مقار بعثات ومكاتب أجنبية، من بينها فرنسية وسعودية وتركية.
فعلى الصعيد الميداني، قال "الجيش السوري الحر"، الذي شكله منشقون عن الجيش لحماية المحتجين من حملة القمع التي تمارسها ضدهم القوات الحكومية، إنه قام بزرع "عبوات شديدة الانفجار داخل وفي محيط المبنى"، فيما قال ناشطون إن المبنى دمر تماماً بعدما استهدفه مسلحو المعارضة بعدد من القذائف الصاروخية والعبوات الناسفة.
وقال المقدم عبدالله العودة، من الجيش السوري الحر، لـCNN بمدينة اسطنبول في تركيا، إن المنشقين في داخل سوريا قاموا بعملية نوعية في وقت متأخر من الليلة الماضية، ضد أحد أكثر مراكز الترويع السرية التابعة للنظام، في منطقة "حرستا" بريف دمشق.
ويُعد الهجوم على مبنى المخابرات الجوية واحداً من سلسلة عمليات تبناها "الجيش السوري الحر"، الذي يشهد اتساعاً متزايداً بانضمام عناصر منشقة عن الجيش النظامي بصورة شبه يومية، وخاض عناصره العديد من المعارك ضد وحدات تابعة للقوات الحكومية في مختلف المدن والبلدات السورية.
وقالت المجموعة في بيان: "لقد قامت عناصر الجيش السوري الحر بتنفيذ عدد من العمليات النوعية في مناطق مختلفة من دمشق، من أجل إحباط المخطط الذي يعده النظام ضد أبناء شعبنا وضد دولتنا"، وتابع البيان أنه يجب على النظام أن "يضع في اعتباره" أن قوات المنشقين "لديها القدرة على ضربهم في أي مكان وفي أي وقت نريد."
إلى ذلك، أفاد ناشطون ومصادر بالمعارضة، بسقوط عشرة قتلى على الأقل، بينهم طفلان، الثلاثاء، برصاص قوات الأمن، التي تشن حملة قمع واسعة ضد المحتجين المناهضين لنظام الأسد، تزامناً مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للرئيس السوري، بشار الأسد، لوقف عمليات قتل المدنيين.
وذكرت "لجان التنسيق المحلية في سوريا"، مجموعة معارضة تنظم وتوثق الاحتجاجات الشعبية، أن قوات الأمن انتشرت بشكل مكثف في "إدلب" و"ريف دمشق"، حيث وقعت أعمال عنف في عدد من الجامعات هناك، في الوقت الذي شهدت فيه "درعا" اشتباكات إثر انشقاق المزيد من عناصر الأمن.
ويذكر أن CNN لا يمكنها التأكيد بشكل منفصل ومستقل عن هذه التقارير نظراً للقيود المفروضة من قبل السلطات السورية على وسائل الإعلام الأجنبية.
بموازاة ذلك، حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الرئيس السوري، بشار الأسد، على وقف عمليات قتل المدنيين، والتطبيق الكامل لاتفاقه مع الجامعة العربية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، فيما أدان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي استهدفت عدد من البعثات الدبلوماسية في سوريا.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.