CNN CNN

ماكين يدعو لموقف قاس من دمشق وانقسام بالمهجر

الخميس ، 09 حزيران/يونيو 2011، آخر تحديث 13:00 (GMT+0400)
الجيش السوري نفذ عمليات في عدة مناطق بالبلاد
الجيش السوري نفذ عمليات في عدة مناطق بالبلاد

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- واصلت السلطات السورية حملة الاعتقالات ومهاجمة المناطق التي تشهد اضطرابات واحتجاجات تنادي بتغيير النظام في البلاد، تحت ذريعة وجود "مجموعات مسلحة،" وجرى الإعلان عن قيام أكثر من 3000 شخص بتسليم نفسه، بينما وصل الانقسام الداخلي إلى السوريين في المهجر، على خلفية الفيديوهات التي تنقل مشاهد مروعة لما يجري في الداخل.

وقالت وكالة الأنباء السورية عن وزارة الداخلية قولها إن عدد الذين سلموا أنفسهم ممن وصفتهم بـ"المتورطين بأعمال شغب" ارتفع ليصل إلى 3308 أشخاص في مختلف المحافظات "تم الإفراج عنهم فوراً بعد تعهدهم بعدم تكرار أي عمل يسيء إلى أمن الوطن والمواطن."

وذكر مصدر مسؤول في وزارة الداخلية أن العديد من المتورطين استمروا بالتوافد إلى مراكز الشرطة والأمن لتسليم أنفسهم للاستفادة من المهلة التي كانت وزارة الداخلية حددتها لإعفائهم من العقاب والتبعات القانونية وعدم ملاحقتهم في حال سلموا أنفسهم للسلطات المختصة لغاية 15 من شهر مايو/أيار الجاري.

وكانت وزارة الداخلية السورية قد قالت إنه يمكن لمن جرى وصفه بـ"من غُرر بهم وشاركوا أو قاموا بأعمال يعاقب عليها القانون من حمل للسلاح أو إخلال بالأمن أو الإدلاء ببيانات مضللة الاستفادة" من المهلة المحددة لغاية الخامس عشر من الشهر الجاري لإعفائهم من العقاب والتبعات القانونية.

على المستوى الدولي، قال الناطق باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن المسؤولين في البيت الأبيض يواصلون التحقق من التقارير التي تشير إلى أن سوريا تستخدم الدبابات ضد أحياء سكنية في مناطق خرجت فيها مظاهرات.

وقال تونر إن بلاده تعتبر حملة الاعتقالات المستمرة ومنع المساعدات للوصول إلى المناطق المتضررة واستمرار العمليات العسكرية بمثابة "إجراءات بربرية تمثل عقوبات جماعية بحق المدنيين."

وأضاف الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن الوقت "بدأ ينفد" أمام سوريا، بينما دعا النائب الجمهوري البارز، جون ماكين، الرئيس باراك أوباما إلى الخروج بموقف قوي وحازم ضد دمشق، وقال إنه إن تمكن الرئيس السوري الأسد من الاستمرار في السلطة فسيكون ذلك درساً يمكن انتهاجه من قبل كل الديكتاتوريين حول العالم.

السوريون في المهجر

وفي الولايات المتحدة، عبر عدد كبير من أصحاب الأصول السورية عن قلقهم البالغ جراء الأحداث في بلادهم، وقالوا إنهم يتابعون بحزن مشاهد إطلاق النار ومهاجمة المتظاهرين.

وقال المحامي السوري الأصل ياسر طبارة، العامل في مدينة شيكاغو: "يمكننا سماع الناس الذين يصرخون طلباً للمساعدة ونحن نعرف لهجتهم.. أشعر بحزن شديد أنا وعائلتي لأننا نشاهد ما يحصل ونعرف أنه ليس بوسعنا القيام بشيء لمساعدتهم
من جانبه قال محمد، وهو سوري آخر في أمريكا أنه يحاول مع السوريين في المهجر جمع المعلومات عن الأوضاع في بلاده الأصلية بكل السبل، ولكنه أضاف أن الذين يقطنون في سوريا يخشون من التحدث عبر الهاتف لاعتقادهم بأنها جميعها مراقبة.

أما محمد خيرالله، محافظ منطقة بروسبكت بارك في ولاية نيوجيرسي، فقد قام بنشر إعلان على صحفية محلية ينتقد فيه ما وصفه بـ"القمع في سوريا،" وقال إن الناس في سوريا لا يستطيعون إيصال أصواتهم للحكومة، ولا يسعهم إلا السير بمظاهرات سلمية وتصويرها عبر مواقع الاتصال الاجتماعي "كي يرى الناس عنف أجهزة الأمن."

ولفت خيرالله إلى أن جسامة الأحداث في بلاده قسمت المجتمع السوري في المهجر، حيث لا يعرف الناس ما إذا كان عليهم الوقوف مع الحكومة أم ضدها، كما يبدو المستقبل ضبابياً أمامهم.

وتشير تقارير إلى سقوط ما لا يقل عن 19 قتيلاً في عمليات القصف التي قام بها الجيش السوري لعدد من الأحياء السكنية في مدينتي حمص ودرعا الأربعاء، مما يرفع حصيلة ضحايا الاحتجاجات المتزايدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إلى أكثر من 700 قتيل، وفق تقديرات منظمات حقوقية.

وأفاد عمار القربي، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، بسقوط خمسة قتلى على الأقل، نتيجة قصف دبابات الجيش لموقعين في مدينة حمص، بينما سقط 13 قتيلاً في درعا، بينهم 11 شخصاً سقطوا نتيجة تعرض منازلهم للقصف بالقذائف الثقيلة، وسقط قتيلان آخران برصاص القناصة، كما قُتل آخر في منطقة "جاسم" المجاورة.