دمشق، سوريا (CNN)-- ردت سوريا على العقوبات الأمريكية التي استهدفت رئيسها، بشار الأسد، ونائبه فاروق الشرع، وعدداً من كبار المسؤولين فيها على خلفية استخدام دمشق للقوة العسكرية من أجل قمع الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير الديمقراطي، فقالت إن خطوة واشنطن "تحريض يخدم مصالح إسرائيل" وهي "لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل."
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر رسمي قوله إن دمشق "تستنكر الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة حيال السيد الرئيس بشار الأسد وعدد من المسؤولين السوريين بذريعة الأحداث الجارية في سوريا."
وأضاف المصدر أن هذه الإجراءات "واحدة من سلسلة عقوبات فرضتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بحق الشعب السوري في إطار مخططاتها الإقليمية وفي مقدمتها خدمة المصالح الإسرائيلية وكان من ضمنها ما يسمى 'قانون محاسبة سورية' وسبقه وضع سوريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب بسبب دعمها للمقاومة."
وقال المصدر إن هذه العقوبات "لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل وعلى صمودها أمام المحاولات الأمريكية المتكررة للهيمنة على قرارها الوطني وإنجاز الإصلاح الشامل."
واعتبر المصدر الذي لم تكشف الوكالة هويته أن التفسير الوحيد للخطوة الأمريكية "هو التحريض الذي يؤدي لاستمرار الأزمة في سوريا الأمر الذي يخدم مصالح إسرائيل قبل كل شيء."
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقع قرارا بفرض عقوبات على الرئيس الأسد وستة من المسؤولين السوريين تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولايات المتحدة وحظر التعامل التجاري معهم داخلها.
وتشمل العقوبات نائب رئيس الجمهورية السيد فاروق الشرع ورئيس مجلس الوزراء عادل سفر ووزير الدفاع العماد علي حبيب ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار ورئيس شعبة المخابرات العسكرية اللواء عبد الفتاح قدسية ورئيس شعبة الأمن السياسي اللواء محمد ديب زيتون.
وفي الإمارات، أعلنت وزارة الخارجية أن السلطات الأمنية السورية أفرجت عن المواطن الإماراتي محمد سعيد جمعة الرمسي الذي تم احتجازه قبل عدة أيام في مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية، وأشارت الوزارة أن الرمسي "في طريقه" إلى بلاده.
ولفتت وكالة الأنباء الإماراتية إلى أن إطلاق الرمسي جاء بالتنسيق مع سفارة الإمارات العربية المتحدة في دمشق التي قامت بالتواصل مع الحكومة السورية.
بالمقابل، تستعد المعارضة السورية لجمعة جديدة من المظاهرات، وقد أطلقت مجموعاتها على موقع "فيسبوك" على تحركات هذه الأسبوع اسم "جمعة أزادي" التي تعني "حرية" باللغة الكردية، في إشارة إلى التضامن بين الأكراد والعرب في سوريا.
وتشير صفحات المعارضة إلى استمرار الحملات الأمنية في مدن وبلدات عديدة، مثل حمص وكناكر وديربلعبة ومعرة النعمان، وتقول السلطات السورية إنها تواجه من تصفهم بـ"المجموعات الإرهابية،" في حين قال مجلس حقوق الإنسان إن حصيلة قتلى الأحداث وصلت إلى 850 قتيلاً من المدنيين.