اسطنبول، تركيا (CNN)-- بدأ ما يقرب من مائتي ناشط سياسي من المعارضة السورية، اجتماعاً الأربعاء، ضمن ورشة عمل تستمر أربعة أيام، بمدينة "اسطنبول" التركية، لمناقشة سبل توحيد جهودهم بمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه أكبر احتجاجات شعبية مناهضة له، منذ توليه السلطة خلفاً لوالده عام 2000.
وقال معز السباعي، المنسق العام للاجتماع، إن ورشة العمل "سوف تكون نواة تشكيل مؤسسات وحركات المجتمع المدني في المستقبل"، وأضاف أن الهدف هو "إيجاد وسائل غير تقليدية لتوصيل رسالتنا إلى العالم الخارجي، وسائل لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، إضافة إلى توصيل رسالة سياسية بتماسك المعارضة."
ويُعقد الاجتماع، الذي تنظمه "شبكة نشطاء سوريا"، في أحد الفنادق بالجزء الآسيوي من المدينة التركية العريقة.
وخلال باقي أيام الاجتماع، يشارك الحاضرون في دورات تدريبية وورش عمل حول موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان، والإعلام، والقضايا السياسية والإستراتيجية، بالإضافة إلى أعمال الإغاثة وتنسيق الجهود.
وتهدف تلك الدورات إلى تعزيز قدرات ومهارات المشاركين في عدد من المجالات، منها كيفية تجميع وتوثيق الدلائل، وكيف يتعاملون مع الإعلام الإخباري الحديث، وكيفية تشكيل فريق عمل مشترك أكثر فاعلية، فضلاً عن كيفية تقديم المساعدة لأشخاص نزحوا من بلدانهم.
يتزامن هذا الاجتماع مع تواصل الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس السوري، وكذلك أعمال القتل في عدد من المدن والمناطق، ولعل آخرها ما يجري في مدينة "كناكر" في ريف العاصمة السورية دمشق، والتي قتل فيها ما بين 8 و12 شخصاً، بحسب ما أكدت مصادر بالمعارضة السورية.
وأوردت وكالة الأنباء السورية في نبأ لها الخميس: "تعقبت قوات حفظ النظام أمس (الأربعاء) مجموعات إرهابية مسلحة، قامت بترويع المواطنين الآمنين في منطقة كناكر بريف دمشق، وأسفرت المواجهة عن مقتل أربعة من عناصر تلك المجموعات المسلحة وجرح اثنين آخرين."
ووصفت الوكالة الرسمية العملية التي نفذتها قوات حفظ النظام في "كناكر"، بـ"النوعية والناجحة"، دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل.
من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "ثمانية شهداء في مدينة كناكر انضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية"، وذلك مع توغل قوات الأمن والجيش في المدينة منذ فجر الأربعاء.
وأشار إلى أن السكان واجهوا دبابات الجيش السوري بالحجارة ووضعوا الحواجز وأحرقوا الإطارات لمنع تقدمها، موضحاً أن 14 دبابة انتشرت في حيين من أحياء المدينة الشرقية.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد مصداقية هذه التصريحات من مصدر مستقل، فيما تقول وسائل إعلام رسمية إن قوات الأمن تواجه جماعات مسلحة أو إرهابية، وهو أمر لم يتسن للشبكة التأكد من صحته نظراً لعدم وجودها في الميدان.
وكانت منظمة حقوقية سورية قد ذكرت أن أكثر من 1600 سوري لقوا مصرعهم منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام في سوريا، بالإضافة إلى وجود 3 آلاف مفقود، بحسب منظمة العمل السياسي الدولية "أفاز دوت أورغ"، وذلك منذ بداية الأحداث في سوريا في منصف شهر مارس/ آذار الماضي.