دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت منظمة حقوقية إن لديها قرابة ثلاثة آلاف اسم لسوريين "مفقودين" منذ أشهر، بعد أن قبضت عليهم قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، في حين استمرت اجتماعات لمعارضين سوريين في تركيا بهدف تنسيق النشاط، بينما كرر حزب الله اللبناني نفيه الاتهامات المساقة بحقه بدعم النظام بدمشق.
وعلى صعيد المفقودين، فقد قال وسام طريف، الناشط بمجال حقوق الإنسان في جمعية "آفاز" إن لدى الجمعية "2918 اسماً لأشخاص مازالت أماكن وجودهم غير معروفة، مشيراً إلى إطلاق حملة دولية للفت الانتباه إلى قضيتهم.
وأضاف طريف، متحدثاً عن ظروف اختفاء المفقودين: "بعضهم اختطفوا خلال المظاهرات، والبعض الآخر اختطف من مدرسته أو جامعته أو بعد مداهمات للمنازل."
وتابع بالقول: "جميعهم على صلة بالنشاطات المطالبة بالديمقراطية، فبعضهم شارك بالمسيرات، وهناك من عبّر عن آرائه لزملاء له فجرى التبليغ عنه، وهناك من دوّن مواقفه على مواقع التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك."
ويشير طريف إلى وجود أطفال أو أحداث بين المفقودين، وقد ذكر أن امرأة اشتكت اعتقال ثلاثة من أولادها، أكبرها يبلغ من العمر 27 سنة، بينما لا يزيد عمر أصغرهم عن 14 عاماً، وبعد عشرة أيام قامت الشرطة بالإفراج عن الابن الأكبر، ولكنها نفت معرفتها بوجود شقيقيه لديها.
ولفت طريف إلى أن الأسماء الموجودة لدى "آفاز" موثقة بشكل دقيق مع تفاصيل كاملة جرى جمعها بعد اتصالات مباشرة مع العائلات من قبل فرق العمل التابعة للجمعية، والمؤلفة من محامين دوليين وأشخاص من أصحاب الخبرة العميقة بالشأن السوري.
من جانبه، قال نديم حوري، كبير الباحثين في الشأن السوري لدى منظمة هيومن رايتس ووتش، إن لدى النظام في دمشق تاريخ طويل من ممارسات الإخفاء القسري، مشيراً إلى وجود أكثر من 17 ألف شخص من بين المصنفين على قوائم المفقودين منذ أحداث حماة عام 1982.
وفي مدينة اسطنبول التركية، يواصل أكثر من 200 ناشط من المعارضة السورية لليوم الثاني أعمال ورشة عمل من المقرر أن تستمر حتى الأحد، بهدف دراسة سبل توحيد الجهود" بمواجهة نظام الرئيس بشار الأسد."
وقال معز السباعي، المنسق العام للاجتماع، إن النشاط الحالي سوف يكون نواة تشكيل مؤسسات وحركات المجتمع المدني في المستقبل،" وأضاف أن الهدف هو "إيجاد وسائل غير تقليدية لتوصيل رسالتنا إلى العالم الخارجي، وسائل لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، إضافة إلى توصيل رسالة سياسية بتماسك المعارضة."
وخلال باقي أيام الاجتماع، يشارك الحاضرون في دورات تدريبية وورش عمل حول موضوعات تتعلق بحقوق الإنسان، والإعلام، والقضايا السياسية والإستراتيجية، بالإضافة إلى أعمال الإغاثة وتنسيق الجهود.
وتهدف تلك الدورات إلى تعزيز قدرات ومهارات المشاركين في عدد من المجالات، منها كيفية تجميع وتوثيق الدلائل، وكيف يتعاملون مع الإعلام الإخباري الحديث، وكيفية تشكيل فريق عمل مشترك أكثر فاعلية، فضلاً عن كيفية تقديم المساعدة لأشخاص نزحوا من بلدانهم.
وفي العاصمة اللبنانية، بيروت أصدر حزب الله بياناً جديداً الخميس، نفى فيه مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا:، معتبراً أن توجيه هذه التهمة إليه هي "محاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بدول الاستكبار" على حد تعبيره.
وشدد حزب الله على عدم صحة الاتهامات "التي ساقها بعض المعارضين السوريين ضده حول مشاركته في قمع الاحتجاجات في سوريا"، مؤكدا أن "هذه الإدعاءات عارية عن الصحة جملة وتفصيلا،" وفقاً للبيان
ورأى الحزب في "تكرار ترويج هذه الأخبار الكاذبة، بالرغم من نفيه المتكرر لها، محاولة لإذكاء الفتنة خدمة لمآرب سياسية تأتمر بسياسات دول الاستكبار."
واعتبر "حزب الله" أن "ترديد هذه الأكاذيب محاولة لتبرير واستدراج التدخل الغربي في الشأن الداخلي السوري،" وأكد أنه "يرفض مثل هذه التدخلات بشكل مطلق ويؤيد الإصلاح والاستقرار بما يحقق تقدم ورفاه الشعب السوري الشقيق،" وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.