دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال ناشطون في المعارضة السورية إن حصيلة قتلى مواجهات الأربعاء بين قوات الأمن والمحتجين في عدة مدن ارتفعت إلى 22، بينهم 18 في حمص، وقتيل واحد في كل من حماة ونوى وتفتناز وريف دمشق.
بالمقابل، نفت وكالة الأنباء السورية ما تردد عن عودة الجيش إلى حماة بعد مغادرتها مع وصول السفير التركي إليها، في حين نقلت تسجيلات فيديو ما يظهر استمرار العمليات في دير الزور، حيث تعرضت مئذنة مسجد لقصف مدمر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية عن من وصفته بـ"المصدر الإعلامي" الخميس قوله إنه "لا وجود لأي وحدات للجيش في ساحة العاصي بعد مغادرتها حماة ظهر أمس (الأربعاء) خلافا لما تبثه بعض القنوات الفضائية."
كما نقلت عن أنس الناعم، محافظ حماة، قوله إن وحدات الجيش "أنهت أمس خروجا كاملا من حماة بعد أن أعادت الأمن والاستقرار إليها، مشيراً إلى أن كل ما تتناقله بعض القنوات الفضائية حول عدم خروج هذه الوحدات عار عن الصحة."
وبحسب الوكالة، فإن الجيش "غادر بعد أن نفذ مهمته الوطنية بكل شرف وإخلاص، وأعاد الأمن والاستقرار إلى المدينة مستجيبا إلى نداءات المواطنين الذين روعتهم المجموعات الإرهابية المسلحة،" مضيفة أن الجيش غادر أيضاً مدينة إدلب وريفها.
وكانت مواقع المعارضة السورية قد عرضت تسجيلات فيديو الأربعاء قالت إنها تُظهر عودة الدبابات إلى ساحة العاصي بعد ساعات من مغادرة السفير التركي للمدينة، معيدة التأكيد على أن الجيش دخل المدينة لوقف المظاهرات العملاقة التي كانت تخرج فيها للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
ولا يمكن لـCNN التأكد بشكل مستقل من هذه الروايات، غير أن أحد الناشطين في حماة تحدث للشبكة، مشيراً إلى دبابات الجيش خرجت من وسط المدينة وتمركزت عند مداخلها، مؤكدا سقوط قتيلين في المدينة الأربعاء، خلال مواجهة قوات الأمن بالرصاص لمسيرة خرجت بعد صلاة التراويح في الأحياء الجنوبية.
ولفت الناشط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى وجود عمليات دهم وتفتيش في القرى والمزارع المحيطة بالمدينة، والتي لجأ الكثير من الناشطين إليها، مضيفاً أن معظم المتاجر ما تزال مغلقة، وسط نقص كبير في المؤن.
أما في مدينة ديرالزور شرقي البلاد، فإن التقارير تشير إلى استمرار العمليات العسكرية والأمنية، حيث عرض عدد من الناشطين لتسجيلات فيديو تُظهر ما قالوا إنه قصف مباشر لمئذنة مسجد عثمان بن عفان في المدينة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الأمن تستهدف متاجر ومساكن المعارضين بدير الزور وتقوم بتدميرها، مشيراً إلى عمليات اعتقال واسعة مع قطع لخطوط الاتصالات.
ومع الخسائر البشرية التي سقطت الأربعاء، ترتفع حصيلة قتلى الاحتجاجات التي تسود البلاد منذ مارس/آذار الماضي إلى 2417 قتيلاً، بينهم أكثر من ألفي مدني، بحسب "اتحاد التنسيقيات المحلية."
وفي سياق متصل، شهدت أروقة الأمم المتحدة اجتماعاً مغلقاً لمندوبي دول الاتحاد الأوروبي، حيث تحدث باسمهم فيل بيرهام، مساعد ممثل المبعوث البريطاني لدى الأمم المتحدة، قائلاً: إن ما يجري في سوريا "عملية عسكرية وحشية يجري فيها خرق الالتزامات الدولية،" مشيراً إلى مقتل أكثر من ألفي مدني واعتقال 13 ألف شخص.
ودعا بيرهام إلى الوقف الفوري لعمليات الاعتقال والقمع، ودعا النظام السوري إلى الاستجابة لطلبات مجلس الأمن والمجتمع الدولي، محذراً في الوقت نفسه من أن الاستمرار في النهج الحالي يرتب على مجلس الأمن مسؤولية القيام بما وصفها بـ"الخطوات الإضافية."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.