الجعفري أغضب المندوب البريطاني

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- حافظ الملف السوري على موقعه في صدارة اهتمامات الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، إذ أدلت المندوبة الأمريكية بالمجلس، سوزان رايس، بمواقف حادة حيال نظام الرئيس بشار الأسد، معتبرة أن سوريا ستكون أفضل بعد التغير، بينما وقع جدل بين ممثلي سوريا وبريطانيا على خلفية المقارنة بين مظاهرات سوريا وشغب لندن.

فبعد جلسة في مجلس الأمن مخصصة لمتابعة تطورات الوضع السوري، قال مندوب دمشق بالأمم المتحدة، بشار الجعفري: "من الجيد أن نسمع رئيس الوزراء البريطاني وهو يستخدم مصطلح 'عصابات' لوصف ما يقوم به المشاغبون من أعمال شغب في بريطانيا، بينما نحن لا يُسمح لنا أن نستخدم العبارات نفسها لوصف العصابات المسلحة والإرهابية في بلدنا."

وتابع الجعفري بالقول: "هذا نفاق وغطرسة، ما يجري في لندن وبيرمنغهام وبريستول لا يمثل أكثر من واحد في المائة مما يجري في بعض المناطق المضطربة في بلدي، ولكن بعض الناس لا يرغبون في الإقرار بالحقيقة."

وأثارت تعليقات الجعفري حفيظة نائب المندوب البريطاني، فيل بيرهام، الذي تحدث للصحفيين قائلاً: "سأترك لكم الحكم على ما سمعتموه من المبعوث السوري، وأنتم تقررون هوية الجهة التي تقوم بالتضليل. ولكن أريد أن أعلق على مقارنته السخيفة بين ما يجري في بلاده وما يحصل من أعمال إجرامية في لندن."

وأضاف بيرهام: "لدينا في المملكة المتحدة حكومة تقوم باتخاذ تدابير قانونية وشفافة لضمان فرض القانون لصالح كل مواطنيها، بينما نحن في سوريا أمام وضع نرى فيه الآلاف من المدنيين العزل وهم يتعرضون للهجوم، وهناك الكثير من القتلى بينهم، وهذه المقارنة التي أجراها السفير السوري بين الوضعين مثيرة للضحك."

وكانت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة، سوزان رايس، قد أدلت بمواقف متشددة حيال دمشق في الجلسة أمام مجلس الأمن، فقالت إن الوضع فيها "يمثل تهديداً متزايداً للأمن الدولي."

وتابعت قائلة: "الشعب السوري هز العالم بتطلعاته للديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن نظام الأسد واجهه بقسوة واحتقار. لقد اختار الأسد بشكل متعمد استخدام القمع والقوة ضد مدنيين عزل، وقد قتل الآلاف بدماء باردة، ومن كان لديه أدنى شك حول الطبيعة الحقيقة لهذا النظام فما عليه إلا أن ينظر إلى ما سببه من دمار وفوضى في شوارع حماة ودير الزور."

وقالت رايس إن رفض الأسد وقف العمليات العسكرية ومنح الشعب حرية التجمع السلمي والتعبير "لا يمثل تجاهلاً كاملاً لمطالب السوريين فحسب، بل وللدعوات الملحة الصادرة عن مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا."

وشددت رايس على أن "الأنظمة التي تواجه مطالب شعبها بالدبابات والبنادق ستفقد كل شرعيتها."

واتهمت الأسد باستفزاز جيرانه عبر الحدود، وبزيادة تهديد إشعال حرب مذهبية في المنطقة مع اعتماده المتزايد على الدعم الإيراني، وتعهدت بالعمل لفرض المزيد من العزلة السياسية والاقتصادية حوله، ومحاولة منعه من الحصول على أسلحة.

وختمت رايس بالقول، إن الأسد يضمن من خلال أعماله بأن نظامه "سيُترك في الماضي بينما يحدد الشعب السوري الشجاع مستقبل بلده."

وحرصت على القول في ختام كلمتها، بأن سوريا "ستكون مكاناً أفضل بعد حصول التغيير الديمقراطي،" على حد تعبيرها.