CNN CNN

سوريا: عملية عسكرية باللاذقية وأوغلو ينتقد العنف

الاثنين، 12 أيلول/سبتمبر 2011، آخر تحديث 09:01 (GMT+0400)
دعت كلينتون الدول التي تزود نظام دمشق بالأسلحة للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ.
دعت كلينتون الدول التي تزود نظام دمشق بالأسلحة للوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ.

دمشق، سوريا (CNN) -- قال ناشطون سوريون إن انفجارات قوية وأصوات طلقات نارية تُسمع بشكل واضح في مناطق بمدينة اللاذقية السبت، ما يؤشر إلى بداية عملية عسكرية على غرار ما جرى في المدن الأخرى حيث يستخدم الجيش السوري القوة لقمع الاحتجاجات الداعية لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، بينما انضمت منظمة التعاون الإسلامي إلى الجهات الداعية لوقف استخدام القوة من قبل دمشق.

وقال أعضاء في التنسيقيات المحلية باللاذقية ومنظمات حقوقية على رأسها المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات الأمن دخلت إلى عدة أحياء في المدينة، علماً أن CNN لا يسعها تأكيد هذه المعلومات بشكل مستقل.

من جانبه، ناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، القيادة السورية "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من خلال الوقف الفوري لاستخدام القوة لإخماد المظاهرات الشعبية، والدخول في حوار مع جميع القوى في سوريا من أجل التفاهم على إجراءات الإصلاح المرضية والإسراع في تنفيذها."

وأبدى أوغلو استعداد المنظمة للقيام بدور في هذا الإطار، معتبراً أن الحوار هو الخيار الوحيد لـ"تجنيب سوريا الانزلاق نحو مخاطر داخلية، وكذلك لوقف تصاعد مواقف الرفض والغضب الإقليمي والدولي تجاه هذا الأسلوب."

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي على ما سبق أن عبر عنه مراراً في بيانات سابقة من "قلقه البالغ إزاء استمرار استخدام قوات الأمن السوري للقوة المسلحة المفرطة في مواجهة المدنيين السوريين الذين يتظاهرون سلمياً مطالبين بمزيد من الديمقراطية والحرية السياسية والعدالة الاقتصادية والاجتماعية."

وشدد على أن هذا الأسلوب، المستمر منذ عدة شهور، في التعامل مع المطالب الشعبية "قد أثبت عجزه عن احتواء الأزمة."

وكان ناشطون قد قالوا إن قوات الأمن السورية قتلت 15 شخصاً،  في جمعة "لن نركع"، عندما تصدت لاحتجاجات شعبية متواصلة عمت أنحاء مختلفة من البلاد تنادي برحيل الرئيس، بشار الأسد، تزامناً مع دعوة وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، دول العالم بوقف علاقاتها التجارية مع سوريا.

وأجمعت ثلاث منظمات هي: "لجان التنسيق المحلية في سوريا" و"آفاز" بجانب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ومقره لندن، على حصيلة القتلى.

ونظراً لقيود تفرضها الحكومة السورية على دخول وسائل الإعلام الدولية، فأن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الحصيلة."

وتتواصل المسيرات الاحتجاجية المناهضة لنظام دمشق في أنحاء مختلفة من البلاد رغم حملات القمع العسكرية التي تكاثفت مع بداية شهر رمضان.

والجمعة، حولت الدبابات السورية وجهتها إلى بلدة "خان شيخون" موسعة من عمليتها العسكرية التي تقوم بها ضد التظاهرات المناوئة للنظام، فيما أفادت تقارير بسقوط قتلى في عدد من المدن السورية، ومنها مدينة حلب.

وقال شاهد عيان في حلب، التي انسحبت منها وحدات الجيش هذا الأسبوع، أن عناصر أمن بملابس مدنية على متن حافلات فتحوا النار على محتجين عقب صلاة الجمعة في مساجد المدينة.

وأشار إلى أن أنباء تحدثت عن سقوط ضحايا إلا أن الحصيلة لم تتضح.

وذكر آخر أن العناصر الأمنية بادرت إلى فتح نيرانها بمجرد انتهاء الصلاة في المسجد الذي أدى به الجمعة، مضيفاً: "لضمان عدم خروج المصليين للتظاهر، ما أن خرجوا حتى بدأت حملة اعتقالات عشوائية."

ميدانياً، اقتحم الجيش والأمن السوريان الجمعة بلدة خان شيخون، وأعلن فيها عن سقوط سيدة قتيلة برصاص الأمن، فيما قتل آخر في سقبا، وذلك قبيل انطلاق جمعة "لن نركع" التي دعا إليها المعارضون السوريون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقتل شخصان في حي الصاخور في حلب، حيث أفادت التقارير بخروج الآلاف فيه للتظاهر ضد النظام.

كذلك خرجت التظاهرات في مناطق من مدينة اللاذقية الساحلية وبأعداد كبيرة، كما خرجت التظاهرات في باب السباع والخالدية في حمص، والقامشلي و دير الزور والبوكمال، في شرقي سوريا، وفقاً لما أظهرته لقطات فيديو نشرت على موقع يوتيوب.

وأظهرت لقطات نشرت على موقع يوتيوب خروج مظاهرات في مدينة حماة، وأحياء من العاصمة دمشق إلى جانب عدد من المدن الواقعة في ريف دمشق.

وكان الجيش السوري قد واصل عملياته العسكرية ضد البلدات والقرى والمدن التي تشهد مظاهرات حاشدة تدعو لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد، فدخلت وحدات منه إلى مدينة سراقب شمال غربي البلاد، وقال ناشطون إن الجيش اقتحم المدينة مطلقاً النار بمختلف الاتجاهات، وقامت وحدات منه باقتحام المنازل والمحلات التجارية بحثاً عن أشخاص شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن لديه تقارير حول اعتقال 200 ناشط من سراقب، مضيفاً أن هوياتهم ستظل قيد الكتمان خشية على سلامتهم.

أما في محافظة حمص، فقد شهدت مدينة القصير القريبة من الحدود مع لبنان مقتل خمسة أشخاص بعمليات للجيش، بينما قتل ثلاثة في دير الزور، ونقل المرصد السوري أيضاً أن عمليات دهم جرت في مدينتي درعا والسويداء، كما ترددت أصوات طلقات نارية في حي بابا عمرو بمدينة حمص.

دمشق: مقتل ثلاثة من رجال الأمن

وبدورها، أعلنت السلطات السورية، السبت، مقتل ثلاثة من عناصر الأمن بحوادث إطلاق الجمعة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، سانا، أن "مجموعات مسلحة" بينهم قناصة، قامت بإطلاق النار عشوائياً، الجمعة، في مدينة دوما بريف دمشق وحي الصاخور في حلب ومدينة اريحا بريف إدلب ما أسفر عن مصرع ثلاثة من عناصر حفظ النظام واثنين من المدنيين وإصابة ضابطين بجروح وعدد من عناصر حفظ النظام والمدنيين.

وأوردت سانا أن بعض مناطق ريف حمص وريف إدلب وريف دمشق ومنطقة الرمل الفلسطيني باللاذقية قد شهدت تجمعات عقب صلاة الجمعة تفرق معظمها من تلقاء نفسه، طبقاً للمصدر.

وتصدى النظام السوري لانتفاضة شعبية تطالب بسقوط نظام الرئيس، بشار الأسد، بحملة قمع عسكرية، أوقعت مئات القتلى، وأنحت دمشق بلائمة العنف، الذي أودى بحياة مدنيين وعناصر أمن على حد سواء،  على "مجموعات إجرامية مسلحة."

 قال نشطاء حقوقيون سوريون، إن نحو 2100 شخص قتلوا، واعتقل نحو 26 ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، منهم 12 ألفا ما زالوا داخل السجون حتى الآن. (المزيد)

أمريكا تطالب بوقف العلاقات التجارية مع سوريا

وعلى الصعيد الدبلوماسي، دعت كلينتون دول العالم وقف علاقاتها التجارية مع سوريا وطالبت الدول التي تستورد النفط والغاز السوري، وتلك التي تزود نظام دمشق بالأسلحة، إلى الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية في مؤتمر صحفي الجمعة إن الأسد فقد شرعيته لقيادة الشعب السوري وأن البلاد أفضل من دونه.

وأضافت: "وحشية نظام الأسد المستمرة أدت إلى تعبئة الرأي العام الدولي، وإلى تصعيد سلسلة من الإدانة، وليس فقط من قبل دول العالم، ولكن بصفة خاصة من دول المنطقة. فبعد صدور بيان مجلس الأمن، شاهدنا هذا التعاقب السريع في حركة المواقف من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية وتركيا وغيرها. وستواصل الولايات المتحدة العمل مع شركائها لتحويل هذا التوافق المتنامي من أجل زيادة الضغط وعزلة نظام الأسد".