دمشق، سوريا (CNN) -- تواصلت مسيرات المعارضة السورية المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد الجمعة، ضمن تحرك حمل هذا الأسبوع عنوان "الصبر والثبات،" وخرجت المظاهرات في عدة مدن، وأبلغ ناشطون عن تعرضها لإطلاق نار، في حين برزت مواقف من قطر وتركيا تصب في إطار زيادة الضغط على دمشق ودعوتها لوقف "الحل الأمني."
ونشرت صفحات المعارضة على موقع "فيسبوك" مقاطع فيديو لمظاهرات قالت إنها خرجت في الكثير من المدن السورية، رغم الانتشار العسكري والعمليات المستمرة.
وبحسب "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" فقد خرج المحتجون في أحياء بدمشق وحلب ومعرة النعمان ومدن ريف العاصمة، وفي أدلب وريفها وحمص والبلدات المجاورة لها، وخاصة القصير، إلى جانب درعا وبلدات قريبة منها وسط إبلاغ عن حصول عمليات إطلاق نار على المسيرات، ومحاولات تطويق للمساجد.
كما خرجت مسيرات في دير الزور ومدن شرقي البلاد، وقد قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية من جهتها إن من وصفتهم بـ"المسلحين الملثمين" أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين.
وعلى المستوى الإقليمي، برز اجتماع لم يستمر لأكثر من ساعات بين أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، في العاصمة الإيرانية طهران.
ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن الشيخ حمد بن خلفية قوله: "لقد حاولنا جميعاً نحن الذين وقفنا مع سوريا في ظروفها الصعبة أن نشجع الأخوة في سوريا على اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية."
وأضاف: "لقد خرج الشعب السوري في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالبا بالتغيير والعدالة والحرية، ويعرف الجميع أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن."
وأعرب أمير قطر عن "أمله في أن يستنتج صناع القرار في سوريا ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري،" مشيراً إلى ضرورة مساعدتهم على اتخاذ مثل هذا القرار.
أما في تركيا، فقد برز رد وزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو، خلال مؤتمر صحفي عن سؤال حول الوضع في سوريا، إذ قال إن أنقرة "ستقف دوماً إلى جانب الشعب في محنته ضد الظلم الذي يتعرض له."
وفي تصريح ملفت للنظر قال داوود أوغلو: "إذا اضطرت تركيا للقيام بترجيح بين الشعب والنظام السوري فستختار الشعب السوري حتماً."
وكانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، نافي بيلاي، قد أكدت قبل أيام مقتل ما يزيد على 2200 شخص في سوريا، منذ بدء الاحتجاجات في منتصف آذار/ مارس الماضي، مع أكثر من 350 قتيلاً سقطوا منذ بداية شهر رمضان قبل نحو ثلاثة أسابيع.
وكان الرئيس السوري قد رفض الأحد المطالب الدولية له بالتنحي، وذلك في مقابلة أجراها معه التلفزيون السوري، هي الأولى التي يخص بها المحطة التلفزيونية الرسمية منذ توليه السلطة في بلاده قبل نحو 11 عاماً.
وفي المقابلة، أنكر الأسد أن قواته تستهدف المتظاهرين السلميين، رغم التقارير من شهود العيان التي تفيد بعكس ذلك، وأكد أنه لا يشعر بالقلق جراء الأوضاع في بلاده، قائلاً إن نظامه "بدأ بتحقيق إنجازات أمنية، ونستطيع القول إن الوضع أفضل أمنياً،" على حد تعبيره.