دمشق، سوريا (CNN)-- كشف تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية "أمنستي" الأربعاء توثيقاً لمقتل ما لا يقل عن 88 شخصاً اعتقلوا في سوريا خلال الشهور الخمسة الأولى من الانتفاضة السورية ضد الحكومة ونظام الرئيس بشار الأسد.
وأفاد التقرير المعنون بـ"الاعتقال المميت: الوفيات في الحجز في خضم الاحتجاجات الشعبية في سوريا"، بأن 52 حالة على الأقل أظهرت دلائل على تعرض الأشخاص للتعذيب.
ويوثِّق التقرير حالات الوفاة في الحجز التي وقعت في الفترة بين أبريل/ نيسان وأغسطس/ آب، في أعقاب حملة الاعتقالات الكاسحة التي شنتها القوات الموالية لنظام الأسد لمئات المحتجين.
وقال التقرير إن "الجروح التي بدت على كثير من أجساد الضحايا تشير إلى أنهم ربما عانوا من ضرب مبرح وغيره من الانتهاكات."
وأضاف تقرير "أمنستي" أن الإصابات الظاهرة على جثث العديد من الضحايا تبين "أنهم ربما تعرضوا للضرب المبرح أو غيره من ضروب إساءة المعاملة. ومن بين العلامات التي تدل على تعرضهم للتعذيب: الحروق والإصابات بأدوات غير حادة، وآثار الجَلد والشروخ."
وأوضح التقرير أن كل الحالات كانت لذكور بعضهم لا يزيد عمره على 13 عاماً.
وقال نيل ساموندز، مدير قسم سوريا في أمنستي: " إن أنباء التعذيب التي تلقيناها مثيرة للرعب، ونعتقد أن الحكومة السورية تعمد إلى اضطهاد شعبها بشكل منهجي وعلى نطاق هائل."
وتطرق التقرير إلى عدد من حالات الوفاة التي يُعتقد أنها وقعت بسبب التعذيب، منها حالة الطفل حمزة الخطيب، إضافة إلى حالات أخرى من بينهم طارق زياد عبدالقادر، والدكتور صخر حلاق.
وقال "في 29 أبريل/ نيسان اختفى الطفل حمزة علي الخطيب، البالغ من العمر 14 عاماً، خلال الاحتجاجات المناهضة لحصار درعا، وعُثر عليه ميتاً في وقت لاحق، وقد ظهرت على جثته إصابات ناجمة عن استخدام أدوات غير حادة، وبُتر عضوه التناسلي."
وحول طارق، قال التقرير: "يُظهر شريط فيديو شاهدته منظمة العفو الدولية جثة طارق زياد عبد القادر من حمص، التي أُعيدت إلى عائلته في 16 يونيو/ حزيران.. وكان من بين الإصابات التي لحقت به: نزع شعره بالقوة، ووجود علامات على رقبته وقضيبه، ربما نتيجة لاستخدام الصعق الكهربائية، وحرق واضح بلفافات التبغ، وآثار جَلد، وجروح ناجمة عن الطعن، وحروق."
وتابع قائلاً: "واكتُشفت جثة الدكتور صخر حلاق، الذي كان يدير عيادة لمعالجة اضطرابات الأكل في حلب، ملقاة على قارعة الطريق بعد بضعة أيام من القبض عليه في 25 مايو/ أيار.. وقالت مصادر لمنظمة العفو الدولية إن إصاباته شملت كسوراً في الأضلاع والذراعين والأصابع، وسمل العينين وتشويه الأعضاء التناسلية."
ولم يكن بالإمكان الحصول على رد فوري من مسؤولين حكوميين للتعليق على ما ورد في هذا التقرير.
وكانت منظمات حقوقية أخرى قد أصدرت تقارير حول انتهاكات لحقوق الإنسان، بما فيها الأمم المتحدة.
فقد اتهمت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلار، النظام الحاكم في دمشق بتنفيذ "انتهاكات واسعة وممنهجة لحقوق الإنسان" ربما ترقى لجرائم ضد الإنسانية.