واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- فيما يتواصل قمع النظام السوري للانتفاضة الشعبية المناهضة له، كشف استطلاع أمريكي، أن ثقة السوريين آخذة في التراجع حيال قدرة نظام، الرئيس بشار الأسد، على حل الأزمة الراهنة، بيد أن الاستبيان أظهر كذلك تفاؤل الشعب إزاء المستقبل.
ووجد الاستطلاع، الذي نفذته "جامعة بيبردين" بالتعاون مع "المجلس الديمقراطي لكاليفورنيا، أن ثمانية من بين كل عشرة سوريين أبدوا رغبة في زوال نظام الأسد، فيما أعرب أكثر من سبعة من كل عشرة، عن تفاؤلهم بأن الإصلاح آت، على خلفية مد "الربيع العربي" الذي يجتاح بعض دول المنطقة.
وتحصلت CNN على نسخة من الاستطلاع، الذي لم يتم تنفيذه بتكليف من الحكومة الأمريكية وصدر الأربعاء، علماً أن "المجلس الديمقراطي" هي مجموعة غير حزبية أو ربحية، تعمل للترويج للديمقراطية في البلدان الناشئة.
وقالت أنجيلا هوكين، من جامعة "بيبردين" إن الاستبيان، الذي أجري سراً بمقابلات شخصية باللغة العربية وشمل 551 سورياً تجاوزت أعمارهم سن 18 عاماً، نفذ خلال الفترة ما بين 24 أغسطس/آب إلى الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري.
وأوضحت هوكين أن الوضع الأمني المتوتر في سوريا، إضافة إلى حقيقة تنفيذ الاستطلاع بالخفاء دون تصريح من الحكومة، مثلا تحديا لوجيستيا للفريق الميداني الذي قام بجمع البيانات.
وتطرقت إلى بعض العوامل التي ربما ساهمت في تحريف محتمل للنتائج، منها صعوبة إجراء مقابلات مع النساء، اللاتي لم يبدين تجاوباً، مثل الذكور، في المشاركة بالاستبيان، كما أنهن كن أقل انتقادا للحكومة.
وأضافت: "من وافق على الاشتراك في المسح، دون موافقة الحكومة، هم على الأرجح الأكثر رغبة في إبداء مشاعر معادية للحكومة عن من رفضوا المشاركة."
وتابع: "ومع ذلك، نعرف الآن الكثير مما كنا نجهله قبل المسح، بنفس القدر من الأهمية، أظهرنا بأنه من الممكن جمع آراء عامة حتى في أكثر أنظمة العالم قمعية."
من جانبه، قال جيمس برينس، رئيس "المجلس الديمقراطي": "الشعب السوري فقد الثقة في نظام الأسد، ويرفض العيش تحت ظل دولة الأمن البعثية.. كما هو الحال بدول الإقليم الأخرى، السوريون ضاقوا ذرعاً بالفساد وانعدام الفرص ويبحثون عن بدائل للأسد."
ورغم السخط الشعبي على الحكومة، إلا أن المسح كشف عن تفاؤل بالمستقبل، إذ أبدى تسعة من عشرة عن توقعاتهم بمستقبل أفضل عن الراهن.
وطبقاً لبرينس، فقد أظهر الاستبيان تراجعاً في ثقة الشعب بنظام الأسد والحكومة ككل، إذ قيم أكثر من 86 في المائة من المستطلعين، أداء الأسد بالسلبي، ورأت شريحة، بلغت 88.2 في المائة، أن الحكومة الراهنة لا تملك القدرة على حل أزمة البلاد.
كما وجد البحث بأن 71.1 في المائة من المستطلعين كانت لهم آراء إيجابية بشأن المحتجين، مقابل 5.5 في المائة، وأعرب 88 في المائة عن اعتقادهم بأن أغلبية الشعب تحمل نفس مخاوف المحتجين.
ووجدت الدراسة أن إصلاحات مجردة يقوم بها نظام الأسد لن ترضي الشعب السوري، وأبدى 11.5 في المائة من المستطلعين فقط رغبتهم في بقاء النظام الحالي وإجراء إصلاحات.
وأعرب 87.9 في المائة عن اعتقادهم بأن الإصلاحات لن ترضي المتظاهرين، مقابل 81.7 في المائة أعربوا عن رغبتهم في زوال النظام.
وتأتي نتائج الاستطلاع في وقت يكثف فيه المجتمع الدولي الضغوط ضد النظام السوري، بفرض المزيد من العقوبات الدولية ودعوات لإجراء المحكمة الجنائية الدولية في حملة القمع المرتكبة ضد المحتجين السلميين.
واندلعت الاضطرابات في سوريا، منذ أكثر من ستة أشهر، بخروج مظاهرات تنادي بالحرية وانتخابات ديمقراطية ونهاية لنظام الأسد، الذي قابل المطالب بقوة عسكرية غاشمة، بدعوى تصديه لجماعات إرهابية مسلحة تقف وراء موجة العنف.
ويفند نشطاء المعارضة تلك المزاعم بأن النظام وراء الحملة الممنهجة والمتواصلة ضد المتظاهرين والمدنيين الأبرياء.