إسلام أباد، باكستان (CNN) -- احتشد آلاف الباكستانيين في مظاهرة بمدينة روالبندي للتنديد بما وصفوه بـ"تدخل الفاتيكان السافر" بشؤون إسلام أباد، وذلك بعد يوم على التصريحات التي أدلى بها البابا بنديكتس السادس عشر، ودعا خلالها باكستان إلى إلغاء قانون "التجديف" الذي يقضي بإعدام كل من يوجه "إساءات" للدين الإسلامي أو النبي محمد.
وشهدت المظاهرة مشاركة عدد من الخطباء ورجال الدين، وقد قال أحدهم في كلمته الموجهة للحشود: "إذا تحديت النبي محمد فسننتقم منك، ولا تهمنا هويتك."
وحمل المتظاهرون صورة محمد قادري، المرافق الشخصي السابق لحاكم البنجاب، سلمان تاسير، والذي أطلق النار عليه وقتله قبل أيام بسبب مواقفه المؤيدة لإلغاء القانون، واعتراضه على قرار إعدام امرأة مسيحية أدينت تهمة ازدراء النبي محمد.
ووصف المحتجون تاسير بأنه "عميل" وقال نور المصطفى، أحد قادة المظاهرة: "بعد المواقف التي أدلى بها البابا، بات من الواضح من هم العملاء ومن أين يتلقون تعليماتهم."
كما تحدث خلال المظاهرة ممتاز قادري، محامي قاتل تاسير، فقال إن موكله يجب أن يكون حراً اليوم، لا أن يواجه القضاء، لأنه تصرف "دفاعاً عن إيمانه."
وكانت قضية "قانون التجديف" قد انفجرت بشكل جدي في نوفمبر/كانون الثاني الماضي، بعد الحكم بالإعدام على امرأة مسيحية تدعى آسيا بيبي، وذلك بتهمة الإساءة إلى النبي محمد.
وبسبب الضغوط الدولية وانتقادات جمعيات حقوق الإنسان، أعلن مسؤولون في الحكومة الباكستانية، عن عزم الدولة الإسلامية مراجعة القانون، وقال وزير شؤون الأقليات بالحكومة الاتحادية، شاهباز باتي، إن الحكومة سوف تقوم بتشكيل لجنة من العلماء لمراجعة القانون، على أن تضع هذه اللجنة مجموعة من الاقتراحات والإجراءات.
وكانت محكمة باكستانية قد أصدرت، حكماً بإعدام بيبي، بعد إدانتها بـ"الإساءة" إلى النبي محمد، و"التشكيك في القرآن"، بينما كانت تعمل مع عدد من النساء المسلمات في حقل بإحدى القرى القريبة من مدينة "لاهور" بولاية "البنجاب"، وسط باكستان.
وبحسب وثائق الدعوى التي قدمتها الشرطة، فقد أخبرت المرأة، البالغة من العمر 45 عاماً، زميلاتها المسلمات بأن "القرآن مزور"، كما أدلت بتعليقات "مسيئة" بحق إحدى زوجات النبي محمد، بالإضافة إلى تعليقات أخرى تتعلق بمرض النبي في أيامه الأخيرة قبل وفاته.
وأشارت الدعوى إلى أن بيبي أدلت بهذه الأقوال، بعدما رفضت زميلاتها الشرب من إناء للمياه لمسته المرأة المسيحية بيدها، مما تسبب في اندلاع مشادة كلامية بينهن.
وقد أثار الحكم بإعدام بيبي انتقادات دولية واسعة، مما دعا بابا الفاتيكان، بندكتس السادس عشر، للتدخل في قضيتها شخصياً، حيث طلب من السلطات الباكستانية العمل على إطلاق سراحها، كما أطلق نداءً لأجل المسيحيين الذين قال إنهم "يعيشون أوضاعاً صعبة" في الدولة الإسلامية.
ويشكل المسيحيون أقلية ضئيلة جداً في باكستان، بينما يشكل المسلمون حوالي 95 في المائة من سكانها.