أبوجا، نيجيريا (CNN) -- انفجرت قنبلة في كنيسة كاثوليكية غرب العاصمة النيجيرية، أبوجا، تزامناً مع احتفال المسيحيين بأعياد الميلاد، الأحد، ما يعيد للذاكرة سلسلة الهجمات التي استهدفت عدة كنائس بالبلاد أثناء فترة الأعياد العام الماضي.
ولم تشر وكالة إدارة الطوارئ الرسمية في نيجيريا إلى سقوط ضحايا في الهجوم على كنيسة بمدينة "مادالا".
وكانت تفجيرات قد استهدفت خمسة كنائس في بلدة "جوس" ما أدى لسقوط عشرات المصلين أثناء أداء الصلاوات عشية أعياد الميلاد العام الفائت.
ويأتي تفجير "مادالا" بعد مقتل عشرات الأشخاص قتلوا خلال يومين من الاشتباكات بين المسلحين الإسلاميين وقوات الأمن النيجيرية في بلدة شمال شرق نيجيريا، أكبر بلد أفريقي من حيث السكان.
وقال قائد أركان الجيش النيجيري أزوبويكي إيجيريكا إن أعمال العنف أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش، بعدما اندلع القتال بين مسلحين من جماعة "بوكو حرام،" التي تتبنى نهجا إسلاميا متشددا، والجيش في بلدة داماتورو في ولاية يوبي.
وأضاف إيجيريكا "كان هناك اشتباك كبير مع بوكو حرام في داماتورو.. لقد فقدنا ثلاثة من جنودنا وجرح سبعة آخرون، ولكن قتلنا أكثر من 50 من أفراد الجماعة."
وتتناقض هذه التقديرات مع ما ذكره عاملون في مستشفى أكدوا أن "الغالبية العظمى من نحو 50 جثة دخلت مشرحة المستشفى منذ يوم الجمعة، كانت من المدنيين."
وفي غضون عامين، أصبحت "بوكو حرام" مسؤولة عن عشرات من الهجمات في نيجيريا وخارجها، حيث تشمل أهدافها نقاط الشرطة والكنائس، والأماكن المرتبطة بـ"النفوذ الغربي."
ويبدو أن السلطات النيجيرية غير قادرة على محاصرة جماعة "بوكو حرام،" والحد من تأثيرها، ما يثير قلق الدول المجاورة وقيادة القوات الأمريكية في أفريقيا.
وحتى عام 2009، تبنت مجموعة "بوكو حرام،" نهجا يشبه إلى حد بعيد نهج حركة طالبان الأصولية، إلا أنها لم تكن تدافع عن العنف، ولكنها كانت معادية للقيادات المسلمة في نيجيريا قائلة إنها "تحابي الكفار."
ومن أبرز المنظرين لجماعة "بوكو حرام" محمد يوسف الذي قتل عام 2009، والذي كان يصر على التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا، بحجة أن الأغنياء والنافذين تملصوا من تطبيق الشريعة رغم اعتمادها رسميا في الولايات ذات الأغلبية المسلمة.
ولاقت رسالة يوسف صدى لدى الآلاف من المسلمين المهمشين، وساعدت "بوكو حرام،" التي تنتقد الانتشار العميق لعدم المساواة والانقسامات الدينية في الشمال والجنوب، على استقطاب أعضاء جدد.
واتهمت القوات الأمنية المجموعة بالتخطيط لإقامة الجهاد المسلح في نيجيريا، وتجميع الأسلحة، بما في ذلك المتفجرات والقنابل اليدوية، وشراء الأراضي لاستخدامها في التدريب شبه العسكري.
وتسببت الحملة الأمنية على أعضاء الجماعة، بفتح خط للاتصال بين "بوكو حرام" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن المجموعة عقدت شراكة مع تنظيم القاعدة واستفادت من خبراته في العمليات الانتحارية المتطورة.
وأظهر استطلاع عالمي لمركز بيو للأبحاث أجري في عام 2009، أن نحو 54 في المائة من المسلمين النيجيريين لديهم ثقة في زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، وهي أعلى نسبة سجلها الاستطلاع.
وتعززت قوة وسمعة "بوكو حرام" قبل نحو عام عندما تمكنت من تحرير مائة من أعضائها من سجن شمال شرق بوتشي في نيجيريا، لكنها هذا العام بدأت تبحث عن آفاق جديدة، بما في ذلك العاصمة أبوجا.
ففي يونيو/حزيران، نفذت المجموعة أول تفجير انتحاري لها، مهاجمة مقر الشرطة الوطنية، وبعد ذلك بنحو شهرين، أرسلت سيارة ملغومة إلى المقر الرئيسي للأمم المتحدة في أبوجا، ما أسفر عن مقتل 23 شخصا.