كابول، أفغانستان (CNN)-- وصفت حركة "طالبان" إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن سحب القوات الأمريكية الإضافية، التي قرر إرسالها إلى أفغانستان أواخر 2009، والبالغ قوامها 33 ألف جندي، بأنه "مجرد خطوة رمزية"، دون أن تكشف عن أي تغيير في موقفها بشأن قوات التحالف الدولية العاملة في الدولة الآسيوية المضطربة.
وقالت الحركة الأفغانية "المتشددة"، في بيان الخميس، إنها "تعتبر الإعلان، الذي يتضمن سحب عشرة آلاف جندي هذا العام، مجرد خطوة رمزية، لا ترضي طموحات المجتمع الدولي والشعب الأمريكي، الذين أنهكتهم الحرب"، في إشارة إلى الدول المشاركة بقوات عسكرية في التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في أفغانستان.
وتابع البيان أن إعلان أوباما "يجب أن يتضمن تأكيداً على أن الوعود التي روج لها المسؤولون الأمريكيون من خلال العسكري في أفغانستان، والتي حظيت أيضاً بدعم أوباما، ليست إلا مجرد آمال زائفة ودعائية.. إنهم لم يحرزوا أي تقدم على أرض المعركة، ولا يمكنهم تقديم أي دليل على أي نصر مزعوم، بل إن زيادة مستوى القوات منذ العام الماضي، لا يعني سوى زيادة خسائر الأرواح والمعدات في جانبهم."
وكان أوباما قد أعلن مساء الأربعاء، في خطاب بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عن اعتزامه سحب التعزيزات الإضافية التي قرر إرسالها إلى أفغانستان في ديسمبر/ كانون الأول 2009، في غضون 15 شهراً، على أن يتم إعادة عشرة آلاف جندي قبل نهاية العام الحالي، بينما يتم سحب 23 ألف جندي آخرين بحلول سبتمبر/ أيلول 2012.
وبعودة هذه التعزيزات الإضافية إلى الولايات المتحدة قبل نهاية العام المقبل، يبقي الجيش الأمريكي على أقل من 70 ألف جندي في أفغانستان، تقوم وزارة الدفاع "البنتاغون" باستبدالهم بصفة دورية.
يُذكر أن الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، كان قد كشف مؤخراً أن الولايات المتحدة تشارك في مباحثات سلام مع "طالبان"، وهي الحركة المتشددة التي تقود حرباً شعواء ضد قوات التحالف الدولية، منذ أن أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001.
واتخذ الرئيس الأمريكي قراراً نهائياً حول حجم القوات الأمريكية التي سيبدأ سحبها من أفغانستان، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، مشيراً إلى إن أوباما متمسك بالتزامه ببدء الانسحاب في يوليو/ تموز المقبل.
وزعم كارني أن الولايات المتحدة حققت نجاحاً "ملحوظاً" في تحقيق الأهداف العسكرية في أفغانستان، مضيفاً أن "العملية (التي اتخذ أوباما عبرها القرار) كانت تتعلق بالمهمة التي كان قد وضعها في العام 2009."
وكان نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعلن في وقت سابق أن القوات الأمريكية قد تبقى في أفغانستان إلى ما بعد العام 2014، في حال إذا ما أراد الأفغان ذلك، غير أن قرار أوباما الأخير يصب في اتجاه مغاير لما ذكره نائبه.