واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- أعلنت السلطات الأمريكية الخميس فرضت حزمة جديدة من العقوبات المشددة على النظام الإيراني، في خطوة طالت هذه المرة ثلاث قوى عسكرية مؤثرة في طهران، وهي الحرس الثوري وقوات الباسيج وقوات فرض النظام، التي شاركت في قمع احتجاجات "الثورة الخضراء" في أعقاب إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وحددت العقوبات أيضاً - إلى جانب تلك الأجهزة الأمنية - أحد كبار ضباط الأمن الإيراني، وهو اللواء إسماعيل أحمدي مقدم، احد المستشارين الأمنيين المقربين من نجاد وأمين عام لجنة مكافحة المخدرات.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في بيان مكتوب نشرته الوزارة: "تحتجز إيران العديد من مواطنيها كمعتقلين سياسيين لمجرد أن عبروا عن آراء مخالفة لأفكار قادة البلاد، في نفس الوقت الذي ينافق فيه قادة إيران عبر الإدلاء بآراء مؤيدة للمتظاهرين المطالبين بحق تقرير المصير في دول أخرى."
وأضاف بيان كلينتون: "العديد من الإيرانيين يُعدمون لجرائم أدينوا بارتكابها بناء على اتهامات مشكوك بصحتها ودون حصولها على حقوقهم بالإجراءات القانونية التي يكفلها لهم الدستور."
ولفتت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن واشنطن "ستواصل الوقوف إلى جانب كل الإيرانيين الذين يرغبون في أن تكون لديهم حكومة تحترم حقوقهم كبشر، كما تحترم حريتهم وكرامتهم."
ودعت كلينتون في بيانها طهران إلى وقف ما وصفته بـ"النفاق السياسي وتعدياتها الممنهجة على حقوق الإنسان،" وتابعت أن العقوبات التي جرى فرضها "تعكس التزام الولايات المتحدة بمعاقبة الحكومات والمسؤولين الذين يتعدون على حقوق الإنسان ويحرمون مواطنيهم من الفرص والمستقبل الذي يستحقونه."
يشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت في السابق العديد من العقوبات على إيران، وعلى بعض القوى التي شملتها العقوبات الجديدة، وذلك في سياق محاصرة طهران لمنعها من تطوير برنامجها النووي الذي ترى العواصم الغربية أنه يمهد لبناء قدرات عسكرية نووية.
وكانت إيران قد شهدت احتجاجات كبيرة بعد إعادة انتخاب الرئيس نجاد لفترة جديدة عام 2009، وذلك بعد اتهامهم السلطات بالتزوير، وقاد الاحتجاجات عدد من رموز المعارضة الإصلاحية، وعلى رأسهم مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وتعرض المحتجون لقمع دموي نتج عنه عشرات القتلى والجرحى، كما فرضت الإقامة الجبرية على قادة التحركات.