طهران، إيران (CNN)-- أكد نشطاء حقوقيون ووسائل إعلام غربية الثلاثاء، أن أجهزة الأمن الإيرانية اعتقلت ستة أفراد من طاقم تصوير فيلم وثائقي، ووجهت إليهم اتهامات بالعمل لحساب تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC، القسم الفارسي.
ودعت "الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في إيران" سلطات الجمهورية الإسلامية إلى وقف "ترهيب واعتقال أطقم عمل الأفلام الوثائقية والصحفيين"، وحثت الدبلوماسيين والصحفيين المتواجدين في نيويورك، على ممارسة ضغوط على الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أثناء زيارته للمدينة الأمريكية هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الحملة الدولية، آرون رودس، في بيان، إن "هذه الاعتقالات تقدم دليلاً جديداً على أن الرئيس أحمدي نجاد، وأعضاء جهازه الاستخباراتي، ليس لديهم أي تسامح إزاء عمل منتجي الأفلام والصحفيين المستقلين."
وتابع رودس قائلاً: "إذا كان الرئيس يتوقع أن يحترم المجتمع الدولي حقه في توجيه خطابه بنيويورك، فيجب أن يتم إجباره على أن يقدم تفسيراً لسبب قمع منتجي الأفلام والإعلاميين في إيران."
ونقلت الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في إيران عن مصادر، لم تسمها، أن ستة من منتجي الأفلام الوثائقية تعرضوا للاعتقال خلال حملات أمنية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم اقتيادهم إلى السجن.
وأشارت إلى أن إحدى وكالات الأنباء الموالية للحكومة الإيرانية، اتهمت المعتقلين بالعمل لحساب BBC بالفارسية، والتجسس لحساب الشبكة البريطانية، كما اتهمتهم بالسعي إلى تقديم صورة "مشينة" عن إيران.
من جانبها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية الاثنين، أن لا أحد من فريق القسم الفارسي يعمل داخل إيران، وأشارت إلى أن الاعتقالات جاءت بعد يوم من بث الشبكة فيلماً وثائقياً عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي.
وفيما أكدت الشبكة البريطانية أنها قامت بإنتاج الفيلم "داخلياً"، ولا أحد من المعتقلين شارك في إنتاجه، فقد أوردت على موقعها تصريحاً لرئيسة خدمة اللغات، ليليان لاندور، اعتبرت فيه أن هذه الاعتقالات جزءاً من "الجهود المتواصلة من جانب الحكومة الإيرانية للضغط على BBC."
يُذكر أن الحكومة الإيرانية اتهمت وسائل الإعلام الأجنبية بإشعال الاضطرابات التي شهدتها الجمهورية الإسلامية عام 2009، في أعقاب إعلان فوز نجاد بفترة رئاسية جديدة، وتسمح طهران لعدد قليل من الصحفيين الأجانب بالعمل من داخل إيران.