موسكو، روسيا (CNN) -- كشف الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف الجمعة أن سبب عدم خوضه انتخابات الرئاسة يعود إلى أن رئيس الوزراء الحالي، والرئيس السابق، فلاديمير بوتين "أكثر السياسيين احتراماً وشعبية في البلاد"، مشيراً إلى أنه لم يخدع أحداً عندما قال في وقت سابق إنه قد يرشح نفسه للرئاسة، بحسب ما نقلت الإذاعة الروسية عنه قوله.

وكانت استطلاعات الرأي في روسيا قد أظهرت تفوق بوتين على ميدفيديف في الشعبية، ووفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، فإن ميدفيديف يحظى بنسبة قبول تصل إلى 62 في المائة، في حين أن النسبة التي حصل عليها بوتين تصل إلى 68 في المائة.

وأوضح ميدفيديف، في تصريح لثلاث قنوات تلفزيونية روسية، أن مواقفه متقاربة للغاية مع مواقف بوتين ، مشيراً إلى أن ما كان قد ذكره سابقاً حول احتمال ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة لم لخداع أي شخص، وأن هذا الأمر جاء بهدف الاحتياط، وقال: ماذا لو تغيرت ميول الناس الانتخابية لسبب ما.. علي أن آخذ هذا في الاعتبار."

وكان ميدفيديف قد اقترح الأسبوع الماضي على بوتين ترشيح نفسه لرئاسة روسيا في مارس/آذار المقبل، بينما أكد أنه كان قد حصل على موافقة أولية من بوتين على تكوين السلطة في عامي 2011 و2012، "إذا كانت ثقة الناس كبيرة بهم"، فقاً لموقع الإذاعة الروسية على الإنترنت.

وعن الحكومة الجديدة المطلوب تشكيلها بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي يعتزم ميدفيديف تولي رئاستها قال "إن السلطة تحتاج إلى وجوه جديدة وأن الحكومة الجديدة ستظهر فيها وجوه جديدة بعد الانتخابات."

قال ميدفيديف إن "الطموح الرئيسي بالنسبة لي هو عندما يكون ذلك في مصلحة الوطن والشعب. ربما هذا يبدو مثيرا للشفقة إلى حد ما، لكنه صحيح. أما بالنسبة لترشيح بوتين للرئاسة فهذا يقرره حزب روسيا الموحدة الذي رشحني سابقا للرئاسة ولذلك، فنحن نمثل القوة السياسية نفسها"، وفقاً لما نقله موقع "أنباء موسكو."

وأضاف: "لذلك بدوري أسأل سؤالاً آخر: 'هل يجب أن يتنافس على الرئاسة المنسجمون في الراي والموقف السياسي؟ أرى أنه من المفروض أن يتم التنسيق بين الناس الذين تجمعهم قوة سياسية واحدة وأن يوزعوا الأدوار القيادية فيما بينهم."

وضرب ميدفيديف مثلاً حول ما حصل في الانتخابات الأمريكية وقال: "تعالوا نتصور الحالة التالية، على سبيل المثال هل باراك أوباما سيبدأ بالتنافس مع هيلاري كلينتون؟ إنني أذكر أنهما كانا مرشحين للرئاسة وهما من الحزب الديموقراطي، وبعد ذلك اتخذا قرارا منسّقا ومنسجما فيما بينهما بحيث يكون الرئيس هو الأقدر على تحقيق النتائج الأفضل وها نحن نتخذ نفس القرار."

وأضاف: "من الجميل الاعتراف بأن الرئيس يتمتع بثقة كبيرة، لكن من جهة أخرى، فإنني أنبه إلى أن بوتين حالياً هو أكثر شخصية سياسية قيادية في بلادنا وتصنيفه أكبر بكثير. غالبا ما كانوا يتوقعون منا الخلاف والانقلاب، ومن هنا أؤكد أن ذلك لن يحصل نحن نريد الفوز في الانتخابات البرلمانية والرئاسية  المقبلة وليس السعي لتحقيق الطموحات."

وبحسب أنباء موسكو فقد قال ميدفيديف إنه "حتى الآن لا يوجد تحديد مسبق لنتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في روسيا"، مشيراً إلى أن الخيار هو للشعب وهذه ليست مجرد كلمات جوفاء، وأن أي سياسي يمكن أن يسقط في الانتخابات هو وحزبه."