صنعاء، اليمن (CNN) -- وجه الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، أوامر إلى قوات الأمن بحماية الاعتصامات التي تشهدها البلاد لقوى مؤيدة ومعارضة له على حد سواء، وذلك بعد إطلاق النار الذي شهدته صنعاء وأدى إلى مقتل شخصين وجرح 25، كما تعهدت رئاسة الوزراء بفتح تحقيق في الحادث الذي أعقبه استقالة عدد من نواب الحزب الحاكم.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن "توجيهات رئاسية" قد صدرت للأجهزة الأمنية "بمنع حدوث أي احتكاك بين المشاركين في الاعتصامات المؤيدة والمعارضة وتوفير الحماية الأمنية لتلك الاعتصامات وبما يكفل عدم حدوث أي مواجهات أو صدامات بين الطرفين والتعبير عن الرأي من قبل كل منهما سلمياً وفي الإطار الديمقراطي."
وحثت التوجيهات كافة الأطراف المؤيدة والمعارضة على "التنبه من عدم وجود المندسين وبحيث يتولى كل طرف اتخاذ احتياطاته وإجراءاته الاحترازية لمنع تسلل أولئك المندسين في صفوفهم ولما فيه مصلحة الجميع."
وعبر مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء اليمنية عن "أسفه لحادث إطلاق النار" الذي وقع منتصف ليل الثلاثاء قرب جامعة صنعاء، والذي أدى إلى سقوط قتيل وإصابة عدد آخر من المواطنين."
وأوضح المصدر أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات هذا الحادث تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية "بحق من سيثبت تورطه بارتكاب هذا الفعل الإجرامي الذي يتنافى مع الديمقراطية وحرية التعبير السلمي عن الرأي."
وكانت الأحداث التي شهدتها اليمن طوال الأيام الماضية، وما تخللها من صدامات في الشوارع أدت لسقوط ضحايا بين القوى المؤيدة لصالح وتلك الداعية لإنهاء نظامه قد دفعت ثمانية من أعضاء الحزب الحاكم إلى تقديم استقالتهم احتجاجاً على ما قالوا إنه "عنف استهدف المتظاهرين."
وتحدثت CNN إلى اثنين من النواب الذين قدموا استقالتهم، وهما عبده بشر وعبدالعزيز الجباري، وقد قال الأول إن القوى الأمنية "لم تقم بعملها بشكل جيد،" بينما قال الثاني إن عدم مواجهة الفساد بالشكل المطلوب قضائياً، وفشل جهود التفاوض السلمي بين المعارضة والسلطة من بين أسباب استقالته.
وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت بين مناهضين ومؤيدين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في العاصمة صنعاء فجر الأربعاء، وشهدت استخدام أسلحة نارية، بعدما حاول عدد من أنصار الرئيس اليمني الاعتصام على مقربة من مكان تواجد المحتجين المناوئين للنظام، والذين يتجمعون منذ ثلاثة أيام أمام جامعة صنعاء، بالعاصمة اليمنية.
وتباينت الأنباء حول الجهة التي قامت بإطلاق النار، حيث أفاد شهود عيان بأن مناصري الحزب الحاكم هم من أطلقوا النار، بينما قال آخرون إن إطلاق النار كان من قبل معارضين للنظام في صنعاء.
وأكد طبيب وممرضة في "المستشفى الجمهوري" لـCNN بالعربية، أن أغلب من تم إسعافهم من المصابين من مؤيدي الرئيس صالح، وأن إصاباتهم تتفاوت من بالغة إلى خفيفة، وحالة أحدهم حرجة، بينما لفظ أحد المصابين أنفاسه بعد نقله إلى المستشفى.
وأكد محتجون مناهضون للحكومة اليمنية أنهم سيواصلون اعتصامهم أمام جامعة صنعاء، في احتجاجات اندلعت منذ قرابة أسبوعين للمطالبة بتنحي الرئيس، علي عبد الله صالح.
ورغم الاعتداءات المتكررة، يتمسك المعتصمون بمتابعة الاحتجاجات المطالبة بتغيير سياسي ورحيل صالح الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود رغم تعهده في وقت سابق بعدم الترشح لولاية جديدة وأنه لن ينقل السلطة إلى نجله.
وكان علماء اليمن قد أفتوا اليمن بحرمة الاعتداء على المتظاهرين، كما أكد صالح في وقت سابق على أهمية أن تكون الاحتجاجات سلمية، وبأن قوات الأمن لديها توجيهات صارمة لحماية الطرفين في المسيرات.
ويذكر أن المحتجين قاموا، الثلاثاء، بإضرام النار في سيارة إثر اكتشاف أسلحة بداخلها قالوا إنها كانت مخصصة لتظاهرة موالية للحكومة، وفق متظاهر.
وتتواصل الاعتصامات والمظاهرات المطالبة بسقوط صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاماً، إذ شهدت أنحاء البلاد خمسة احتجاجات في أنحاء مختلفة من البلاد، منها "عدن" و"تعز" ومحافظتي "إب" و"لحج."
وتشهد اليمن منذ مطلع الشهر الجاري احتجاجات شعبية تنادي بالتغيير مستوحاة من "ثورتي" تونس ومصر حيث نجحت الاحتجاجات في الإطاحة بالرئيسين السابق، زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، على التوالي.
وكان الرئيس اليمني، قد استبق مظاهرات "الغضب" بتأكيده في الثاني من الشهر الجاري، بأنه لن يسعى لتمديد فترة رئاسته أو نقل السلطة قائلاً: لا تمديد ولا توريث، وما يتردد عن ذلك من اسطوانة مشروخة."
وقال صالح إنه لن يسعى لفترة ولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013، مشيراً إلى أنه يقوم بهذه الخطوات من أجل مصلحة البلاد، فمصلحة اليمن تأتي قبل المصالح الشخصية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.