صنعاء، اليمن (CNN) -- أعرب مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة عن قلقهما البالغ إزاء أحداث اليمن، تزامناً مع سقوط نحو 40 قتيلاً و164 جريحاً في العاصمة، صنعاء، السبت، مع استمرار المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس، علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للثورة.
وأصدر مجلس الأمن الدولي، السبت، بياناً أعرب فيه عن "قلقه الشديد إزاء التدهور الخطير والمتواصل للأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وحث كافة الأطراف على نبذ العنف والمضي قدماً، وعلى وجه السرعة، في عملية انتقال سياسية شاملة ومنظمة للسلطة."
وبدورها، أبدت الولايات المتحدة، وعلى لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، قلقها العميق إزاء الأحداث، ودعت الرئيس اليمني للقيام "بنقل كامل للسلطة دون تأخير واتخاذ الترتيبات اللازمة لإجراء لانتخابات رئاسية" بنهاية العام."
وقالت نولاند في بيان السبت إن الولايات المتحدة: "تبدي قلقها العميق إزاء الوضع الراهن في اليمن... الكثير من اليمنيين فقدوا أرواحهم، وكل يوم يمر دون انتقال سلمي ومنظم (للسلطة) هو يوم آخر يضطر فيه الشعب اليمني للعيش في بيئة غير مستقرة تهدد أمنه ومعيشته."
والسبت، أوقعت موجة العنف، التي اجتاحت اليمن بعد قليل من عودة صالح إلى صنعاء، الجمعة، قرابة 40 قتيلاً في العاصمة من بينهم 26 من المعتصمين قتلوا أثناء مهاجمة قوات الأمن اليمني لساحة التغيير، عصب الانتفاضة في اليمن التي يتخذها المتظاهرون المطالبون برحيل صالح مركزاً لاحتجاجاتهم.
وذكرت مصادر طبية أنه بالإضافة إلى القتلى أصيب ما لا يقل عن 52 محتجاً بجراح، في حين أشارت أنباء إلى سقوط قتيل واحد في مدينة "تعز.
كما أودت الاشتباكات بين الحرس الجمهوري، المؤيد لصالح، والفرقة المدرعة الأولى في صنعاء، المنشقة عن الجيش والموالية للثورة، بحياة 12 جندياً بين صفوف الأخير وإصابة 112 آخرين.
وقد هز دوي انفجارات قوية أرجاء صنعاء أثناء الاشتباكات المسلحة بين الجانبين.
وقال عبد الغني الشميري المتحدث باسم اللواء علي محسن قائد الفرقة المنشقة إن "أكثر من 93 صاروخا قصفت الفرقة، والعديد من الجرحى في حالة حرجة."
وأفاد مصدر طبي أن الحرس الجمهوري هاجم موقعاً آخراً للقوات المنشقة في مدينة "تعز"، حيث سقط قتيل واحد برصاص قوات الأمن، ليل السبت، طبقاً لشهود عيان.
وتأتي التطورات المتلاحقة إثر عودة الرئيس اليمني، الجمعة، من الرياض، حيث خضع لعلاج من إصابات تعرض لها في محاولة لاغتياله بتفجير المسجد الرئاسي مطلع يونيو/حزيران الفائت.
ويطالب المتظاهرون اليمنيون منذ عدة أشهر برحيل صالح، الذي تعهد بإنهاء فترة ولايته، وهي مطالب قوبلت بحملة حكومية قتل فيها نحو 200 شخص وأصيب أكثر من ألف آخرين منذ فبراير/شباط، وفقا لتقارير منظمة العفو الدولية.