دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حضرت مجموعة من القضايا البارزة على المدونات العربية خلال الأسبوع، فبرزت قضية التحرش الجنسي وسقوط القيم العائلية، إلى إقدام طفل على الرضاعة من كلبة لسنوات بسبب الجوع والفقر.

علاوة على تنديد لمدونين مصريين بمواقف الإخوان المسلمين، وتوقع أحداث جسيمة بذكرى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك بـ11 فبراير/شباط، ومطالب الإصلاح بالسعودية.

فمن المغرب، أبرزت مدونة "سوق النسا" التي تقدم نفسها على أنها "مدونة نسوية" قضية التعرض الجنسي للأطفال، تحت عنوان "أكرهك أبي."

وقالت المدونة: "حكت لي صديقة قائلة: كان الجو باردا في تلك الليلة وهو ما حال دون رجوع أمي وإخوتي إلى البيت، فسوء أحوال الطقس جعلها تقضي الليلة عند خالي، وبالتالي قضيت الليلة وحيدة في البيت مع أبي.. كان عمري لا يتجاوز السادسة، وكنت في بداية تكوين وعي عن الفرق بين الذكر والأنثى، ولم يخطر ببالي يوما أن يكون ذلك الذكر أبي، وتلك الأنثى أنا، ابنته من صلبه، من دمه ولحمه."

وتابعت بالقول: "في تلك الليلة كنت نائمة بعد أن فقدنا الأمل في عودة أمي التي أكدت غيابها عبر الهاتف، أحسست به يفتح باب غرفتي ويدخل، تظاهرت بالنوم، ثم أحسست به يحملني بين ذراعيه ثم ينام مكاني ويضع جسمي الصغير فوق جسمه.. أحسست بيده القذرة... ناديته أبي أبي... لعله يستيقظ، فأجابني بصوت خافت تقطعه اللذة الجنسية 'نعم ابنتي،' كان في أتم الوعي بأنني ابنته."

وختمت بالقول: "خرج بعدها ومن يومها لم أفارق أمي أبدا. كسر صورة الأب والرجل وكل شيء يتصف بالتذكير يومها، كرهته وكرهت الرجال معه، وما إن حصلت على أول فرصة لترك البيت تركته... أكرهك أبي أكرهك جدا جدا جدا."

أما مدونة "عقرب النت" التي يكتبها عبد الرزاق التابعي، فرصدت قضية الفقر والجوع عبر قصة طفل هندي يعيش على الرضاعة من كلبة تمتلكها العائلة."

وأضاف التابعي، الذي قدم فيديو للقصة قائلاً: "في كثير من الأحيان يكون الفقر والحاجة سبب لظهور عدة ظواهر وحالات قد تبدو غريبة، فحالة الطفل الهندي، والذي لا يتجاوز عمره 5 أعوام أثارت الاستغراب، حيث يقوم الطفل بالرضاعة من كلب لمدة عام بسبب فقر أهله وعجزهم عن توفير الطعام له."

وتابع قائلاً: "الغريب في الأمر أن الكلبة 'الأم' تعامله كما لو أنه رضيعها، ولا تهاجمه أو تهرب منه، وإنما تنتظر حتى ينتهي من الرضاعة." وقال إن والدة وجدة الطفل لا يمكنهما توفير الطعام للأبناء في المنطقة التي يعيش معظم سكانها تحت مستوى خط الفقر.

ومن "مدونة واحدة مصرية،" برز انتقاد لدور جماعة "الإخوان المسلمين" بسبب مواقفهم حيال الأحداث الجارية حالياً في البلاد، والاحتجاجات الجارية خارج وزارة الداخلية والمقار الأمنية بعدة محافظات، بسبب مقتل وجرح المئات بعد مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي.

وكتب المدون فوق صورة لمرشد الإخوان المسلمين، محمد بديع، قائلاً: "لا يا معلم، الإخوان ما ينزلوش دلوقت.. إحنا نستنى نشوف شوية العيال بتوع الألتراس (جماهير الكرة) دول حيعملوا إيه، لو انضربوا أو كشو نندد تاني ونشمت، ولو عملوها ولاد الهرمة وأسقطوا العسكر يبقى ننزل ونركب زي ما عملنا قبل كده.. بس أهم حاجة ما ننساش دعاء الركوب."

أما مدونة "الإعصار" فقال صاحبها إن الأحداث الأمنية الجارية حالياً في مصر تأتي في ذكرى أحداث سابقة، وحذر في هذا الإطار من تطور كبير قد يحصل في ذكرى مرور عام على إعلان تنحي الرئيس السابق، محمد حسني مبارك في 11 فبراير/شباط المقبل، متهماً كبار المسؤولين السابقين الموقوفين بسجن طرة بترتيبها.

وتحت عنوان: "احذروا ختام مهرجان طرة يوم 11 فبراير"، قال الكاتب: "رغم ما أصابنا من فزع وما تولانا من جزع بسبب مقتل أكثر من سبعين شخصا في مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد، إلا أننا لم نع شيئا هاما وهو أننا مازلنا في بداية المهرجان الكبير لإعادة الاحتفال بالثورة."

وتابع بالقول: "وشهد يوم القتل في بور سعيد الذي يصادف الاحتفال بالكرى السنوية الأولى لموقعة الجمل العظيمة (التي شهدت اقتحام ميدان التحرير بالخيول والجمال عام 2011،) حالة من الانفلات الأمني الشديد وسرقة بنوك وسيارات نقل أموال وسطو مسلح."

وأضاف: "أما ذروة الاحتفال بالمهرجان فستكون يوم 11 فبراير وهو يوم تنحي أو تنحية المخلوع. وأنا أتوقع أن يكون ختام الاحتفال شيئا كبيرا للغاية ربما لا نستطيع نحن بقدراتنا المتواضعة وخيالنا المحدود أن نتصورها."

ومن السعودية، برز المدون فؤاد الفرحان على مدونته "مواطن سعودي غير صالح" الذي تحدث عن الإصلاح في المملكة، تحت عنوان: "في السعودية، متى ستقول الحكومة أنا فهمتكم؟"

وقال الفرحا إنه عندما ينظر السعودي من حول بلاده، "يجد المجتمعات المجاورة في حال حراك شديد."

واستعرض المتغيرات المتسارعة في كل الدول العربية تقريباً، ولفت إلى أن السعودية تعيش حالة استقرار سياسي حقيقي رغم المشاكل العديدة، وأعاد السبب إلى تواضع المطالب الشعبية وعدم وجود رؤية شعبية سياسية تخرج الأسرة الحاكمة من المعادلة ودور المؤسسات الدينية والمالية والقبلية والثقافية في دعم الوضع الراهن.

وبرأي الفرحان، فإن الحالة الوحيدة داخلياً والتي ستتسبب في هز استقرار البلد بشكل حقيقي، هي "عندما يتكون جيل شاب سعودي يعاني من البطالة الفاقعة ويصل لقناعة بأن هذه المؤسسات الأربعة شريكة مع الحكومة بشكل مباشر في سبب هذه البطالة العالية والاقتصاد المتردي والفساد المنتشر، بالإضافة لعدم وجود منافذ للتعبير عن الرأي والتجمع وفقدان وجود مجتمع مدني حقيقي."

وختم بالقول إنه عند حصول مثل هذا التطور، "سيخرج علينا شخصاً ما وقتها ليقول: أزعجتمونا! أزعجتمونا! أزعجتمونا! تطالبون بانتخابات مجلس شورى؟ تطالبون برئيس مجلس وزراء منتخب؟ تطالبون بمجتمع مدني وحريّات؟ تطالبون بمحاكمات لكبار الفاسدين؟ هاكم ما تريدون.. وقبل أن يمضي سيقول: أنا فهمتكم! أنا فهمتكم! ولكن لا أعلم إن كان جواب الناس وقتها سيكون: شكراً لأنك فهمتنا أم سيكون: فاتكم القطار!"

ومن سوريا، برزت متابعة لذكرى مرور ثلاثة عقود على ما يعرف بـ"مجزره حماه" التي نفذتها قوات موالية لنظام الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، والتي تزامنت مع أيام دموية عاشتها مدينة حمص على هامش الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام نجله بشار.

وفي هذا السياق، كتبت المدونة "نواعير الياسمين،" والتي تستعير اسمها من نواعير المياه المشهورة في حماه تحت عنوان: "حماه... الطعنة الغائرة" قائلة: "سجل التاريخ فتوحات وسجل انتصارات... سجل التاريخ انقلابات وسجل ثورات... أما أن يسجل مجزرةً أن يسجل قتلاً..؟ حماة تلك الطعنة الغائرة تلك الطعنة التي ليس لها قرار."

وأضافت:"نعم زيتوننا يرمز للسلام أما عندما يروى بدم الشهداء.. إنه يستصرخنا كل صباح لسلام أرواح الشهداء.. طفل غذي زيتونا روّي بدم أبويه.. فأنبت في كل طفل قنبلةً تنتظر الثأر.. عذرا حماة...عذراً حمص... أي طغيان ياهذا؟ تقتل طفلا تقتل شيخاً حتى الأبوين؟ لا لم أخلق عبداً يا أمي رغم القيدين."