دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حفلت صفحات المدونين العرب على شبكة الانترنت هذا الأسبوع، بالعديد من القضايا اللافتة، جاء في مقدمتها قضية الانتخابات الرئاسية في مصر، وما يصاحبها من جدل حول قرار مرتقب للمحكمة الدستورية يحدد مصير قانون "العزل السياسي"، بل ويحدد مصير مجلس الشعب نفسه، بالإضافة إلى رصد أوجه الشبه بين نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، ومناصريه في الخارج.
فمن مصر، تناولت مدونة "لقمة عيش"، عنواناً يقول: يوم 14 يونيو هل هو يوم الحل الأكبر فلا إعادة ولا برلمان؟.. اللهم سلم.
وكتب صاحب المدونة قائلاً: في الوقت الذي تتم فيه مليونيات وتظاهرات، ووقفات احتجاجية واعتراضات على كل شيء، وليس في مصر أحد يعجبه شيء، السياسيون ضد المجلس العسكري، والمجلس العسكري يحاول امتصاص الضربات التي توجه له، ويعمل على نار هادئة لتمرير ما يريد، في ظل الانقسامات بين القوى الثورية التي عليها جزء كبير من المشكلة منذ انتخابات مجلس الشعب، بل منذ الساعات الأولى من خروج اللواء "عمر سليمان" ليعلن قرار تنحى "حسنى مبارك" عن الحكم.
وخرج المصريون من الميادين مبتهجين بخلع رئيس الجمهورية من سدة الحكم، وكان هناك من ينظر إليهم ويقول في سريرته: "خليهم يفرحوا شوية".. واستمر هذا الوضع في صورة غير واضحة المعالم من الجميع، وحينما أقول الجميع فإني أقصد بذلك القوى الثورية، التي كانت في غاية السرور بخلع مبارك، واعتبرته نجاح للثورة.
والمصيبة الكبرى أنها عللت هذا النجاح بقولهم إن الثورة ليست لها قائد، ولعلكم تذكرون في تلك الأيام التي تلت 11 فبراير (شباط) 2011، أن الفضائيات المصرية كانت تذهب إلى التحرير، وكلما وجدت شاباً معه مجموعة من الشباب، وقال أنا زعيم الائتلاف الفلاني، وآخر يقول أنا زعيم الحركة الفلانية، وأصبح كل مصري متواجد في ميدان التحرير يجد مراسلاً يستضيفه في قناة تلفزيونية، يكون هو من قواد الثورة، وربما يكون لقاءه جاء صدفة.
وعلى مدونة "كبريت"، برز عنوان يقول: ولي الشام غير الفقيه.. وجاء تحته: القاسم المشترك بين النظام السوري وداعميه هو أنهم، كلهم دون استثناء، يتبعون لمدرسة "الولي الفقيه" كل على طريقته وعلى ديانته.
لنبدأ بقيصر روسيا "بوتين"، الرجل وصل إلى السلطة بتوافق بين مجموعات ضغط، أغلبها سري، وكلها تؤمن بالرجل القوي، المنزه والحكيم "الفقيه"، القادر على إخراج روسيا من مطباتها في القوقاز، ومع دول حلف وارسو السابقة، ودول الاتحاد السوفييتي المنحل.
رغم كونه حكم روسيا الاتحادية لفترتين، فبوتين لم يجد من المنطقي أن يتنحى ليفسح المجال لغيره وليرسخ الممارسة الديمقراطية، على العكس من ذلك، فقد اخترع نظاماً مسخاً (أشبه بالمحلل الشرعي) حين وضع "مدفيديف" رئيس وزرائه مكانه، ثم تبادل معه المواقع بعد أربع سنوات، كأن الروس أعقم من أن يجدوا خيراً من عنصر المخابرات "بوتين"، بهذه المناورة أصبحت روسيا تختصر بشخص "وليها" بوتين.
نظام الولي الفقيه في إيران غني عن التعريف، ومثله نظام الحزب الواحد في بكين، ناهيك عن نظام "الزعيم الخالد الذي يتحدى الموت" في "بيونغ يانغ".. في فنزويلا، يتابع الرئيس "شافيز" بهمة لا تعرف الكلل، سعيه لكي يصبح "الزعيم اﻷبدي" لبلاده.
السيد "حسن نصر الله" حالة أخرى، فهو يتبع نظرياً للولي الفقيه في طهران، إلا أنه وفي خطاباته اﻷخيرة يبدي نرجسية من الصعب تجاهلها.
وتحت عنوان: تنّورة ماكسي ورقابة الكنيسة.. كتبت مدونة "خربشات" تقول: منذ أسبوع والضجيج لا يهدأ في وسائل الإعلام اللبنانية حول فيلم "تنورة ماكسي" للمخرج جو بو عيد، سواء في الصحافة المكتوبة أو المسموعة، أو حتى المرئية.
يقود هذه الحملة وللأسف، بعض الإعلاميين الذين نجحوا بجرّ المركز الكاثوليكي للإعلام إلى حملتهم، فطالب هذا الأخير، مع عدد من رجال الدين، بإيقاف عرض الفيلم في دور العرض اللبنانية، بحجة إساءته للمسيحية.
وبسبب خشيتي، مع مجموعة من الأصدقاء، بتحقّق هذا المطلب على أرض الواقع، قبل أن يتاح لنا مشاهدة الفيلم، فقد اقتطعنا من جدول أعمالنا المزدحم بالمحاضرات ومواعيد تسليم الأبحاث، سويعات قليلة نتابع فيها الفيلم.
وعند نهايته كانت دهشة معظمنا شديدة، لأننا في الواقع لم نجد فيه أياً من الاتهامات التي سيقت بحقّه، من مس بالمسيحية لا من قريب ولا من بعيد، حتى أن أحد الأصدقاء مازحنا بالقول بأنه لا بد وثمة في المركز الكاثوليكي للإعلام من هو شريك لمنتجي الفيلم، حتى قام بهذه الدعاية المجانية له.