نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- توقعت محللة اقتصادية حصول تبدلات اقتصادية وسياسية في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، مع نية الولايات المتحدة الوصول إلى مرحلة من الاكتفاء التي تغنيها عن استيراد النفط من الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن ذلك سيعني تزايد الدور الصيني مع شهية بكين المفتوحة على نفط الخليج وإيران.
وقالت رنا فارهار، المتخصصة بشؤون الاقتصاد في مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN إن زيارة نائب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى الولايات المتحدة مؤخراً جاءت وسط ارتفاع وتيرة التوتر بين الجانبين بسبب ملفات التجارة والسياسة النقدية لبكين، وقلق الولايات المتحدة حيال دور الصين الاقتصادي المتصاعد.
وأضافت أن واشنطن تنظر إلى بكين بعين الريبة، رغم أن اقتصادها مازال ثالث أكبر اقتصاد عالمي، بينما تحتل الولايات المتحدة المركز الأول، كما أن متوسط الدخل الفردي الصيني لا يتجاوز عشرة في المائة من نظيره الأمريكي.
ولفتت فارهار إلى أن إعلان الصين مؤخراً عن عقد جديد لشراء النفط من إيران أكد رغبة بكين بمنع الولايات المتحدة - التي تفرض عقوبات اقتصادية على طهران بسبب ملفها النووي - من الوقوف بوجه طموحاتها لتوفير الطاقة لاقتصادها.
كما أشارت إلى أن التقرير الأخير لشركة BP النفطية توقع أنه بحلول عام 2030، ستكون أمريكا قد حققت استقلالاً شبه كامل في مجال الطاقة بعد توسيع قدرات الإنتاج المحلية من النفط والغاز وزيادة الاستيراد من كندا، ما يضعف من أهمية نفط منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لها.
ونقلت فارهار عن دانيال يارغن، المحلل المعروف في مجال سوق الطاقة قوله إن النصف الغربي من العالم "لن يعود لاستيراد النفط من النصف الشرقي بحلول عام 2030."
ولكن في الفترة عينها، وفق تقرير BP، ستكون الصين قد باتت دولة تعتمد بشكل شبه كامل على النفط المستورد من المنطقة، وستستورد 80 في المائة من حاجاتها من الطاقة، بينما تستورد الهند 90 في المائة من حاجاتها.
وخلصت فارهار إلى القول إن هذا التبدل وجهة تصدير النفط من الشرق الأوسط سيترتب عليه تغييرات سياسية في المنطقة، إذ أن الصين غير مهتمة بإسرائيل التي ترتبط بعلاقات تحالف قوية مع الولايات المتحدة، وإنما ينصب اهتمامها على كيفية توفير الطاقة الرخيصة.
كما أن بكين لا تهتم كثيراً بالطبيعة السياسية للأنظمة الحاكمة في الدول التي تستورد منها النفط، بل يقتصر اهتمامها على قدرة تلك الأنظمة بتوفير الطاقة لها، ما يبرر استمرار علاقتها مع إيران.
ورأت المحللة الاقتصادية أن هذه المعطيات قد تنعكس على واقع الصراع الطائفي في المنطقة، وكذلك على نظرة الأنظمة الموجودة أو التي قد تظهر مستقبلاً في دول مثل سوريا، للعلاقات الدولية والروابط مع إيران، وخلصت إلى القول أن النمو الاقتصادي الصيني قد لا يزعج الاقتصاد الأمريكي فحسب، بل قد يبدل التوازنات السياسية بالشرق الأوسط.