القاهرة، مصر (CNN) -- بدأت حركة انقسامات تعصف بجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، بعد الإعلان عن ترشيح القيادي في الجماعة، خيرت الشاطر، لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم أن الجماعة، التي حصدت غالبية مقاعد البرلمان، كانت قد أكدت في أكثر من مناسبة، عدم اعتزامها الدفع بأحد مرشحيها للسباق الرئاسي.
وبعد قليل من إعلان "مجلس شورى" الإخوان ترشيح نائب المرشد العام للجماعة للانتخابات الرئاسية، أعلن القيادي الإخواني، كمال الهلباوي، استقالته من الجماعة، كما وجه انتقادات حادة إلى جماعة الإخوان، التي سبق وأن قامت بفصل أحد أبرز قيادييها، وهو عبد المنعم أبو الفتوح، عندما أعلن اعتزامه الترشح للانتخابات الرئاسية.
وأعلن الهلباوي عن استقالته من الجماعة، على الهواء مباشرةً، خلال لقاء مع إحدى القنوات الخاصة في مصر، معرباً عن شعوره بـ"حزن شديد"، إزاء ما وصفه "الأداء المتخبط لقيادات الإخوان، وسعيها إلى السلطة"، معتبراً أنه "لا يختلف عن سعي (الرئيس السابق حسني) مبارك، والحزب الوطني السابق"، للإنفراد بالسلطة.
ونفى الهلباوي، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، أن تكون الخلافات بين الإخوان والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد، منذ إعلان تنحي الرئيس السابق، هي المبرر وراء دفع الجماعة بالشاطر للانتخابات الرئاسية.
ولفت القيادي الإخواني "المستقيل" إلى أن ترشيح الشاطر يأتي ضمن "صفقة" بين جماعة الإخوان والمجلس العسكري، قائلاً إنه لو لم يرد المجلس العسكري أن يترشح الشاطر ما كان رفع الحظر عنه، كما أكد أن هناك "حالة من عدم الشفافية، وإصرار على التزوير."
واختتم الهلباوي تصريحاته، التي أثارت جدلاً واسعاً داخل صفوف جماعة الإخوان، بالإعراب عن أمله في أن "يعتذر الإخوان عما حدث"، وأن تتوقف "التصرفات الشائنة" للجماعة، باسم "الاجتهادات."
كما أورد موقع التلفزيون المصري أن حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قام برفع استطلاع للرأي، حول ترشيح خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية، من صفحته الرسمية، بعدما أظهرت النتائج الأولية للاستطلاع أن غالبية الأصوات جاءت ضد ترشح الشاطر.
كما شنت مواقع التواصل الاجتماعي "هجمة شرسة" على دعاية جماعة الإخوان المسلمين لترشيح الشاطر، بعدما تم تدشين صفحة رسمية على "فيسبوك" لحملته الرسمية، برز فيها صورة الشاطر مرتدياً ملابس السجن، مع ظهور "بوسترات" دعائية تشبهه بـ"النبي يوسف"، وأنه خرج من السجن ليحكم مصر.
وقد تسببت تلك الصور في استفزاز عدد كبير من رواد تلك المواقع، فاندفعت التعليقات السلبية والانتقادات اللاذعة التي وصلت أحيانا إلى حد "السباب"، تجاه الجماعة وقياداتها، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتلفزيون.
من جانبه، جدد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، تأكيده على أن ما دفع مجلس شورى الجماعة، والهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، إلى ترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية، هو أن "الحكومة لم تقم بدورها في هذه المرحلة، مما عرقل أداء مجلس الشعب، وأدى إلى استمرار تمسك إدارة البلاد بحكومة غير مقنعة، ولم تحقق إرادة الشعب المصري."
ولفت بديع، في تصريحات أوردها الموقع الرسمي للجماعة الأحد، إلى أنه تم عقد ثلاث لقاءات لمجلس شورى الجماعة، ولم يتم اتخاذ قرار بخوض الانتخابات الرئاسية سوى في اجتماع السبت، كما أكد أن "جميع المرشحين محل احترام، ولكن شروط الجماعة لاختيار مرشح، لم توافقهم."
وحول اعتراض بعض القياديين في الجماعة على قرار ترشيح الشاطر، قال مرشد الجماعة إن "جميع المعارضين، من داخل مجلس شورى الجماعة، استجابوا لأغلبية الشورى."
وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أكدت مراراً أنها تقف على "مسافة واحدة" من جميع المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية، دون أن تعلن عن تأييد مرشح بعينه، في الوقت الذي كانت تصر فيه الجماعة على القول إنها لا تعتزم الدفع بأي من قيادييها لخوض تلك الانتخابات.